هل هي القرية الريفية التي صنعت عدسة الشاب رضا الدالوي ذي السبعة عشر ربيعاً، ليتأثر بالنخيل وجداول المياه والجبال والبحر، أم أنها الموهبة التي وُلِدت معه في مسقط رأسه ببلدته الشهارين شرق الأحساء، ذات البيئة البسيطة، والتركيبة السكانية المتواضعة.
كل هذا الخليط أثر في طالب المرحلة الثانوية رضا، ليصبح من المصورين الواعدين بمستقبل للصورة السعودية، الوطن كانت بين أحضان عدسات رضا، والمعارض التي نظمها على رغم صغر سنه، ويشير إلى أن حبه للتصوير جعله يمتلك كاميرا رقمية منذ وقت مبكر في المرحلة الابتدائية، فبعد مجيئه من المدرسة ومذاكرة دروسه، يحاول جاهداً أن يوجد في مزرعة أبيه المليئة بنخيل التمور والفواكه والعصافير والبلابل، وبين هذه الحديقة الغناء يلاحق كل ما فيها من جمال، حتى إذا كبُر قليلاً وأذن له أبوه في الذهاب مع أصدقائه إلى جبل القارة الشهير الذي يبعد عن القرية بضعة كيلومترات، كان هناك على موعد مع صعود القمم والولوج في كهوف الجبل الكثيرة الغائرة، وهنا يقول رضا: كان الجبل بالنسبة لي أكثر من صورة فنية، فأينما التفت احترت في جميع الأماكن والأزمنة هناك، وتشعر أنك لم تكتفِ من روائع اللقطات هناك.
وشيئاً فشيئاً يأذن له أبوه بالذهاب إلى البحر الذي يبعد عن قريتهم 70 كلم، هناك في شاطئ العقير المتربع على ضفاف الخليج العربي ينتظر رضا شروق الشمس وغروبها ويلاحقها تماماً أينما اتجهت ليصطاد معها أروع الصور الممزوجة بالأمواج الشرقية، وكلما حاولت سمكة أن تقفز من الماء لتعود إليه اصطادتها عدسته مبللة بالزرقة قبل أن تجف.
كَبُرَت طموحات رضا فأنتج معرضين لصوره، بمساعدة أستاذيه في المدرسة عبدالله الأحمد، وعبدالله الملحم، وفي الاثنين لم يكشف الشاب رضا عن كل تفاصيل عدسته التي خبأ منها الكثير، ولكنه في زوايا الصور مفاجآت مقبلة ستمنحه جوائز كبيرة، وختم رضا حديثه بوعد قطعه على نفسه، سأسخر عدستي لخدمة صورة وطني الجميل.