لماذا نحن -العرب- متخلفون عن الركب؟ لماذا غيرنا يتقدم.. ونحن نتأخر؟ لماذا رغم أن غالبيتنا تدين بـالإسلام إلا أننا أكثر الشعوب بعدا عن تطبيق مبادئه الحقة؟ لماذا يعد لدينا الكذب هو القاعدة؟ لماذا يستشري لدينا الظلم والفساد والقهر؟ لماذا ولماذا ولماذا.. والقائمة تطول..
لا أزعم أني أملك إجابة تشفي الصدور، وتسبر الأغوار، حول ما تعانيه المنطقة العربية من مشاكل أخلاقية، ولكنها محاولة لاستحثاث العقول للتفكير بحال منطقتنا التي تسير نحو مصير مجهول لا يعلم مآلاته إلا الله.
هل فكر أحدنا، لماذا دول المنطقة العربية وبعض الدول الإسلامية، وحدها من تعاني المشكلات دون غيرها من الدول الغربية التي تنعم بالرخاء والاستقرار؟ حتى وإن وجدت دولة عربية أو اثنتان أو ثلاث أو حتى ستة، آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا، إلا أنه لزاما أن تحيط بها الأزمات من كل حدب وصوب. هل قدر المنطقة العربية أن تعيش في كل عقد مشكلة جديدة وحرب جديدة؟ هل ما نواجهه هو أمر مخطط له أم أننا سببه الأول؟ أم أن الأمر هو خليط بين هذا وذاك؟
ومقابل ذلك، يطرح سؤال، هل واقع الأقطار العربية بهذه السوداوية، وهل مستقبلها يكتنفه الغموض والضبابية؟ أم أن كل ما كتب أعلاه لا يعدو كونه تشاؤما غير مبرر من شخص كاره وحاقد على كل ما هو عربي وكل ما هو مسلم؟!!
أرى أن أكبر المشكلات التي تواجهنا هو تعطيل العقول العربية، وتفضيل ما عداها من العقول الإنسانية في كل المجالات، سياسية كانت أو اقتصادية أو أمنية أو اجتماعية، ولو أننا منحنا الثقة لبعضنا البعض لكنا قد تجاوزنا الكثير والكثير مما نعانيه الآن.. ولا أجد أبلغ من أن أختم برسالة رئيس مؤسسة الفكر العربي خالد الفيصل إلى أصحاب السلطة والثروات: استمعوا للعقل العربي إذا تحدث.