تتحول بعض المناصب الإدارية إلى مكاسب شخصية.. إذا تُرك المسؤول على راحته بلا نظام يلتزم به هو ومراجعو إدارته.
كل مسؤول يتسلم مرتباً من الدولة هو موظف لدى الوطن والمواطن، من أولويات عمله الحفاظ على سمعة الوطن والعمل على خدمة المواطن.
كثير من المسؤولين يعيشون في انعزال تام عن المواطن، ولا يتوقفون عن كتابة النصوص الوطنية في المناسبات وإرسالها للصحف برفقة صورة قديمة أيام الشباب..!
وبعض موظفي الدولة من السفراء يعيشون في عالم بعيد كل البعد عن العمل الإداري.. ويبدو لمن يتابع أخبارهم أنهم لا يشعرون بأي مواطنة في تلك البلاد التي يمثلوننا فيها إلا بإقامتهم للأيام السعودية في الأعياد والمناسبات.. ومن يعد ذلك مبالغة فليأت لي بـمواطن دخل بسهولة أو حتى بصعوبة على أي سفير سعودي لعرض مشكلته.. أجزم أن أي مواطن لن يستطيع الدخول حتى على قنصل في السفارة إلا إذا استعان بـصديق أو حيلة، وبما أني لا أعرف أصدقاء بهذه القدرات فقد احتلت بـالصحافة لكي أقابل قنصلاً سعودياً في دولة خليجية قبل عدة سنوات، فوجدته مسؤولاً لطيفاً يخالف كل الاحتياطات التي تحيط بمكتبه وتعزله عن الرعايا هناك.
فرحت مرةً حين قرأت في صحيفة عربية أن سعادة السفير السعودي هناك سيستقبل المهنئين بالعيد، لكني صدمت حين علمت من عدة سعوديين ترددوا على السفارة لمقابلة السفير لحل قضاياهم فعجزوا عن مقابلة مدير مكتب السفير الذي كان يُحدثهم من وراء حجاب عبر الإنتر كوم، بينما باب مكتب مدير مكتب السفير مغلق ومكتب السفير من خلفه..!
شخصياً أكره وظيفة مدير مكتب المدير لأنها وظيفة تضطرك إلى الكذب أحياناً.. وتجعلك تخجل من نفسك كثيراً.
(بين قوسين)
الشابة عزيزة سلطان العنزي سعودية الأب وكويتية الأم.. لكنها لا تمتلك أي إثبات هوية وتعيش في الكويت عاجزةً عن الوصول إلى بلدها لمتابعة إجراءات منحها الهوية الوطنية تبعاً لوالدها وأشقائها.. وحاول شقيقها عادل الحصول على تأشيرة سفر من السفارة السعودية في الكويت فعجز وبقيت عالقة في محل إعراب مبني للمجهول.. وتحدث في قناة العربية فلم يجد حديثه طريقاً إلى أذن مسؤول.