صار من المستحيل أن تهدأ رياضتنا وتنحصر في (الملعب)، وكل يوم نصادق على أن لنا خصوصيتنا على المستوى الرياضي بمساوئ ومناكفات وعدم احترام لا يمكن العيش بدونها..!
والأغرب ومما لم أجد له تفسيرا.. تواصل الشتائم والعراك الكلامي بين الأهلاويين وخالد البلطان رئيس نادي الشباب، وأصبحت مباريات الناديين الكروية (تتميز) بالتصريحات النارية، ورمي الفشل قبل المباريات وبعدها على الحكام.
وعلى الرغم من التقاء رئيسي الناديين مرات ومرات في مناسبات من شأنها أن تذيب أي مناوشات ، إلا أننا بتنا عاجزين عن فهم ما يدور، وأن (رماد) الناديين آيل للاشتعال في أي وقت.
وفي آخر الأحداث الثبوتية، خرج رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد من مقر إقامته في (أميركا) مرافقا ابنه الأمير سعود للعلاج (شفاه الله)، وتحدث لبرنامج (كورة – قناة روتانا) مبشرا بـ(كارثة) تحكيمية في مباراة الأهلي والشباب..!
وكان الرد من خالد البلطان بعد المباراة التي كسبها الشباب وفقد فيها مهاجمه النجم نايف هزازي مصابا بالرباط الصليبي، مؤكدا أن الكارثة حلت في تعمد إصابة نايف وخشونة الأهلاويين..!
وجاء الرد باسم (الأهلي) في بيان وشكوى للجنة الانضباط موثقة بـ (سي دي) بأن البلطان أساء كثيرا للأهلي في مدخل غرف اللاعبين وقال كلاما خطيرا وبالتالي لا بد من معاقبته أشد عقوبة وتنظيف البيئة الرياضية. وحذر الأهلي من أن يكون البلطان من فئة (الآمنين من العقوبة)...!!!
وبالطبع عاد البلطان ورد عبر برنامج (في المرمى – قناة العربية)، مبينا أن هذا البيان (شتائمي) وأنه يدين الأهلاويين أمام لجنة الانضباط ويسيئ لشعارهم (الراقي)، واستفز الأهلاويين مستحضرا فوز فريقه بالخمسات والستات..! ومعلنا الحرب من أوسع الأبواب ومتوعدا برد أقوى وأشد بعد فراغ فريقه من مباراة النصر التي يجب أن يسخر كل جهده لها ثم يتفرغ للأهلاويين، مشددا على أنهم حساسين من البلطان الذي أصبح شماعة فشلهم.
ومن جانبي أقول إن البيان الأهلاوي أساء لمن كتبه ومن صادق عليه، بعبارتين.. الأولى: تنظيف البيئة الرياضية من البلطان، والثانية: لا يكون من فئة الآمنين من العقوبة.
وهما عبارتان فاضحتان لرياضتنا في التآمر عليها وفي التعامل مع قضاياها وفي التصدي للمسيئين وبما يعزز ضعف صناع القرار بشكل عام.
وكان بإمكان الأهلي الذي يملك وثيقة (إساءات البلطان في مدخل اللاعبين) أن يقدم الشكوى بأسلوب قانوني ونظامي، لكنه أدخل نفسه في عدة أنفاق.
وفي المقابل، إذا ثبتت تهمة الأهلاويين (الموثقة بالتسجيل)، فإن البلطان لا يختلف عن الأهلاويين في صياغة شكواهم، وبالتالي لا بد من عقوبات صارمة وحازمة، يصاحبها بيان من اتحاد القدم يثبت أنه (سلطة عليا) على الجميع في كل ما يخص كرة القدم. ويتبع ذلك تصعيد (اعتباري) أمام الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل كمرجعية في التنظيمات الرياضية.
والمؤسف، المحبط، المزعج، المبكي، أن رياضتنا تئن تحت وطأة ضعف التعاطي مع القضايا التي يكون أطرافها أشخاص لهم ثقلهم قياديا أو اعتباريا، والأمثلة كثيرة، أترك كل منكم أن يستحضر منها ما يشاء حتى لو حسب ميوله أو موقفه من شخص وحبه لآخر وترصده لثالث.
وفي مثل هذه المناسبات الأليمة والمزعجة والكارثية، لا أجد إلا أن أكرر دعائي بأن يقيض الله العلي القدير الحق المبين لرياضتنا من ينقذها ويحميها من عبث العابثين.