عبير العريدان

في حياة كل منا رسائل سلبية كثيرة كفيلة بأن تقضي على طموح الإنسان وآماله التي يسعى إليها في حياته، ترسخ في أذهان بعضنا العجز وتشلّ تفكيرنا وثقتنا بأنفسنا، عندما نتبع تلك الأفكار غير العقلانية نوجه لذاتنا رسالة قصيرة (أننا غير فاعلين)، وبذلك نحصد ما زرعناه من ثمار فاسدة.
يحكى أن شخصاً مريضاً كلما ذهب إلى طبيب بعد الكشف والفحوصات، والتحاليل، يقول له: أنت سليم ولا تعاني من شيء، وفي يوم من الأيام ذهب إلى طبيب آخر في مدينة أخرى، وقال له: أشعر أنني مريض، وقد ذهبت إلى أكثر من 10 أطباء، وقد أعيتني الفحوصات، وقد أجمع الأطباء بأنني لا أعاني من شيء! قال له الطبيب: أرني هذه التحاليل والإشاعات، وبعد دراسة جميع الأوراق الطبية الخاصة بالحالة، وجد الطبيب أنه فعلاً لا يعاني من شيء إنما يعاني من شيء اسمه الوهم.
قال له الطبيب: لدي وصفة سحرية لك سوف تشفيك بإذن الله مما تعاني منه تماماً، فقال المريض: ألحقني بها سريعا يا دكتور أتدرون ماذا فعل الدكتور؟
كتب له وصفة طبية تحتوي على أقراص يتناولها 3 مرات يومياً، على أن يأتي للاستشارة بعد 10 أيام، جاء المريض بعد المدة المقررة إلى الطبيب للاستشارة. فسأله الطبيب: كيف حالك الآن؟ قال المريض: لقد شفيت تماماً والحمد لله.
أتعلمون ما هذه الوصفة السحرية؟
إنه دواء يعطى لمجرد إرضاء المريض، هذه أقراص في الواقع لا تحتوي إلا على السكر، صنعت خصيصاً لمرضى الوهم. فكرة سلبية، سببت الوهم والحزن واليأس، لا تنصاع لتلك الأفكار وتصبح في إطار سلبي تنجرف معه نحو المجهول المؤلم. من كتاب صعود بلا حدود.
لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن للرسائل السلبية الموجهة إلى العقل الباطن للإنسان تأثيراً فعالاً وخطيراً على أفكار الفرد ومعتقداته، وبالتالي سلوكه وتصرفاته، عندما نكتشف قدرات العقل الباطن اللامتناهي وكيف نستخدمها لصالحنا والتقنيات الفعالة للتخلص من العادات السلبية، نستطيع السيطرة على قوانا العقلية ومقدرتنا البشرية طالما استبدلنا الأوهام بمواجهة الواقع عكس أن نستمر ونستمر وننقل ذلك الداء الخبيث لمن حولنا. لا تفكر لماذا قال لك أنت إنسان فاشل؟ فكر كيف تتخلص من طاقتك السلبية؟