البرامج الموجهة للأطفال ينبغي أن تدرس بعناية، حتى لا تكون لها انعكاسات سلبية على المتابعين لها؛ فالطفل شديد التأثر، وما يتعرض له من تجارب تنعكس عليه عند الكبر، فما بالك بالأطفال الذين يشاركون في هذه البرامج.
في قناة أجيال ارتكبت مذيعة برنامج مقالب مذيع وزميل لها جريمة بحق الطفولة ينبغي ألا تمر مرور الكرام، عندما استضافا طفلة بريئة اسمها ليان، واتفقا معها على أن تكذب، وفي منتصف الحلقة تحولا إلى وحشين كاسرين، واتهما الطفلة بالكذب، وهدداها بالتفاهم معها في المكتب عند نهاية الحلقة، وألمحا لها بأن والدها غير موجود، واتفقا ضدها، واستعانا بمتصلين تم الترتيب معهم لإثبات كذب الطفلة.
ما كان أمام الطفلة وهي تتلقى هذه الاتهامات القاسية إلا البكاء، لينبري كل من المذيع والمذيعة في النهاية ليخبرا الطفلة بسذاجة أن ما حدث ليس إلا مقلبا، ويحاولان ترضيتها، ولكن هيهات، فالطفلة التي كسر خاطرها لم تستوعب الموقف، ولم تنجح مبررات طاقم العمل في تبرير هذا الخداع القاسي، وانتهت الحلقة على بكائها.
لا بد من محاسبة هذه المذيعة التي تجردت من إنسانيتها وفريق العمل؛ فبأي ذنب تعنف طفلة على الهواء مباشرة حتى تبكي، وبأي ذنب تنتهك الطفولة.
المشهد أثار ردود أفعال عنيفة، ومطالب في الوقت ذاته عبر مواقع التواصل الإلكتروني بمحاكمة فريق العمل الذي قدم هذا المشهد اللاإنساني؛ الذي يعد مؤشرا خطيرا على أن البرامج في كثير من القنوات تعد دون تخطيط، فتكون النتيجة مؤسفة ومحرجة، كما حدث في هذا البرنامج. الأنظمة والقوانين تمنع تشغيل الأطفال، واستغلالهم في الأنشطة مهما كانت؛ وما حدث في قناة أجيال من أبشع صور استغلال براءة الطفولة، ومحاولة تقديم برامج على حساب طفلة زج بها من حيث لا تعلم. في نظري هناك شركاء في هذه الحماقة التي ارتكبت في حق الطفلة البريئة بدءا بوالد الطفلة الذي إن كان لا يعلم فتلك مصيبة، وإن كان يعلم فالمصيبة أكبر، إضافة إلى القائمين على القناة الذين هم شركاء أيضا في ذلك الخطأ الفادح.
مبادرة هيئة الإذاعة والتلفزيون بإيقاف البرنامج خطوة أولى، يجب أن يعقبها وضع آلية للتدقيق في البرامج التلفزيونية، خاصة تلك الموجهة للطفل، للتيقن من مدى ملاءمتها للنشء، حتى لا ترسل هذه الأعمال رسائل سلبية بدلا من دورها التربوي المفترض.
http://www.youtube.com/watch?v=4YNVhcNXUnM&feature=youtu.be