الفضائيات العربية أكثر من الهم على القلب، وبعد الإخباريات والرياضيات وقنوات الأغاني، وصل الشعر الشعبي.

الفضائيات العربية أكثر من الهم على القلب، وبعد الإخباريات والرياضيات وقنوات الأغاني، وصل الشعر الشعبي.
أكثر من عشر قنوات مختصة بالشعر الشعبي تبث الآن، والخوف الكبير من عشرات قادمة، وكلها ركيكة. لا شيء جديد يحدث، فقط برامج البادية القديمة في تلفزيونات الخليج كبرت وتوسعت، نفس الرؤية الضيقة.
أديروا أزرار الـريموت كنترول أينما شئتم وكيفما شئتم، في القنوات تلك، وستعرفون دون تعب استنتاج أو تفكير أو تمحيص، مدى فداحة التردي فيها، من الجانب الإعلامي التقني البحت، إلى الجانب الإبداعي والتثقيفي، بوصفها قنوات تتمحور حول الشعر والأدب والإبداع، حيث لا شعر ولا أدب ولا إبداع، وليس أكثر من رأس مُدار إلى الخلف.
الجانب الشكلي فيها محزن مضحك، والجانب المضموني مضحك محزن، حيث الاعتماد على ترويج الأدب الغزلي السطحي الساذج وليس العميق، إلى ترويج الشعر المدائحي الركيك، إلى مسابقات مليونية مخجلة، تعيد الشعر إلى دور الشحاذة القديم.
أقسم بالله العظيم، إن الشعر العامي الحقيقي والمعاصر والفاتن مظلوم مع هؤلاء، سماسرة الجهل.
شعراء عرضة وقلطة وأنصاف موهوبين، خرجوا علينا يتحدثون برؤية ووعي وتعليم ما قبل عصر النفط والطفرة والنماء.
لست ضد التراث وتأصيل الفنون القولية، لكني ضد تصدير شاعر عامي ذي شهادات علمية دنيا، يتلعثم ولا يجيد الكلام. ودع عنك الرؤى والمعرفة والحداثة، دع إثارة الأسئلة الحوارية المثقفة.
المجلات الشعبية البدائية طارت وصارت قنوات، هذا الذي حدث.