التحليل والتفسير.. عنصران رئيسان في التمهيد لانتشار الإشاعة..
والإعلام الجديد أسهل الطرق لانطلاقة الإشاعة بسرعة الصاروخ..
والصور أداة توثيق لما ترفق به سواء كان المرفق حقيقة أم إشاعة..
وحتى لو كان لدى القارئ حس ناقد أو هاجس باحث، ستعمل الصورة المرفقة على رفع مستوى مصداقية المنقول على جناح الإعلام الجديد، لكن واقع الإشاعة التي أصبحت تأكل وتشرب معنا.. يستلزم أن نكون أحرص على تفحص الصورة والبحث عن المصداقية فيها كما نبحث عن المصدر في الخبر.
المَشاهد المصورة والفيديوهات الملتقطة التي تحمل في طيها خبرا تحتاج يقظة مبدأ الشك قبل تصديق ما فيها، وقبل التفكير في إعادة تدويرها إلى الغير؛ لأنك ربما تكون شريكا في جريمة ترويج إشاعة.. وبذلك أنت مذنب بقصد أو دون قصد، ومرتكب خطأ غير مقصود.. بعد ما استغلك المذنب الرئيس والمجرم الحقيقي الذي دفع الإشاعة المصورة إلى ميادين الانتشار والترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة.
أحيانا يجعلك الغباء مذنبا رئيسا حين تمارس التحليل والتفسير لصورة وكأنك عايشت واقعها، واطلعت على كامل تفاصيل الحدث الذي التقطت لطرفٍ منه، فتحول الصورة إلى خبر تفسيري من دماغك يتناقله الناس ويزيدون عليه حتى تكتمل تفاصيل الإشاعة فيتضرر منها من لا ذنب له.
كانت صورة جمعت رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي، ومدرب الهلال سامي الجابر، ميدان نقاش وأحاديث وصلت إلى الإساءة إلى رياضتنا، وإلى مجتمعنا قبل الأمير والمدرب.. بتفسيرات كانت مثالا لولادة الإشاعة وبساطة عقولنا التي تتجاوزها بلا تمحيص، وكان رئيس النصر صريحا في نفي تلك التفسيرات، قائلا إنه كان يقول للجابر: وترى بدون أجانب، مؤكدا احترامه لمدرب سعودي خدم الوطن وهو مفخرة لنا حتى لو كان مدربا لـالند والخصم العنيد في المستطيل الأخضر.
(بين قوسين)
اقتلوا الإشاعة قبل أن تقتل روح المجتمع.