جميل جمال قارئ كريم، يكتب تعليقاته على مقالاتي في موقع الصحيفة بين الفينة والأخرى.. الحقيقة لا أعرف، هل هو اسم حقيقي أم مستعار، لكنه يكتب تعليقات مسددة، أو كما يقال بالشعبي في العظم!
قبل يومين طالبتكم هنا بتعلم فنون الاسترخاء؛ من أجل حياة صحية آمنة، وعنونت المقال بـاجلب الشاطئ لبيتك.. لأفاجأ بجميل جمال يرد بتعليق ظريف.. عنوانه اجلب الحكومة لبيتك!
جميل جمال مالوش مثال ـ كما كان يردد فريد الأطرش ـ ولذلك ذهب يستعرض الأسباب التي ستحقق الاسترخاء الحقيقي للناس.. ولن يعودوا بالتالي لتعلم فنونه، أو حتى إرسال إيحاءات مخاتلة للعقل الباطن.. هو يريد أن ينجز جميع معاملاته الحكومية وهو منبطح أمام التلفزيون.. الريموت كونترول بيد.. واليد الأخرى يحركها كيفما شاء.. بالطريقة التي يريد، والمكان الذي يريد!
يريد أن يأتيه جواز سفره إلى باب بيته.. يريد أن ترسل له رخصة البناء وهو مستلقٍ على سرير نومه.. ينتظر أن تصله تأشيرة العاملة المنزلية.. بطاقة الأحوال.. رخصة المرور.. يريد أن يأتي اليوم الذي يستغني فيه عن مراجعة أي إدارة حكومية، تماما كما هي حال المواطن الإنجليزي في أقاصي المملكة المتحدة!
وللسيد جميل جمال أقول: حلمك هذا مالوش مثال ولا في الأحلام.. ما زلنا نفحط في أول الطريق.. على الرغم من أن الوسيلة المأمونة المضمونة متاحة فيما أعرف.. فـ مؤسسة البريد السعودي ـ التي تتعامل بمهارة فائقة مع وثائق الدولة الحساسة، وشهادات الطلبة، ووثائق تخرجهم ـ لديها الاستعداد لإيصال كل أوراقك لباب بيتك.. لكن المشكلة هناك.. في الجهات الحكومية التي ترفض الحركة نحو المستقبل، وترفض أي محاولة للقيام بها، وجميل جمال!