أمس قلت إن المتوقع من رعاة المهرجانات أن يقدموا جوائز ثمينة وجاذبة للجمهور الذي سيحضر الفعالية. ثمة أسئلة لم يتسع المجال لطرحها.. أسوقها اليوم ـ وأسأل جادّا لأنني بحاجة للإجابة فعلاً : ما دور الشركات العملاقة التي تتصدر شعاراتها البراقة إعلانات المناسبات المختلفة؟ أين تذهب المبالغ التي يدفعها هؤلاء الرعاة، والتي تقدر أحيانا بالملايين؟
في أحد المهرجانات الشتاء الماضي أذهلني فعلاً تنافس المؤسسات الكبرى في البلد على رعاية المهرجان، قطاعات وشركات من العيار الثقيل جداً، هؤلاء لا يدفعون عشرة آلاف ريال أو عشرين ألف ريال، هؤلاء لا يتحدثون إلا بالملايين. والمحصلة بالتأكيد مبالغ هائلة قياسا بعدد ونوعية الرعاة، راعٍ رئيسي، راعٍ مشارك، راعٍ ذهبي، راعٍ فضي.. إلى آخر سلسلة الرعيان هذه!
دعك من الراعي الإعلامي، فنحن نفهم دور هذا الراعي، تغطيات وبرامج وملاحق صحفية وبروشورات وخلافها. دعك من هذا وفتّش عن دور بقية الرعاة! أليس دفع المبالغ النقدية؟ إذن أين تذهب هذه الملايين؟ وأي جيب هو الذي سيحتضنها؟
يفترض أن يتم تقنين العملية.. بمعنى: تصبح تحت رعاية رسمية وتحت رقابة دقيقة.
فإن لم يكن فما الذي يمنع أن يقوم سين من الناس بتنظيم ندوة عن فوائد حليب الأم أو أهمية سعودة اليد العاملة وكلها كم لفة، على كم شركة حلوب، وكم مليون؟
في الختام ـ وحتى تقتنعوا بصحة ما ذهبت إليه ـ عليكم بمراقبة الصحف اليومية ومطالعة أي إعلان عن أي مهرجان، وخصوصا الجزء الأسفل، سيذهلكم عدد الرعاة فعلاً. كل ما عليكم حينها هو السؤال: ما دور هؤلاء وأين تذهب تبرعاتهم؟
نحن لسنا أغبياء في النهاية. وفي كل جوال آلة حاسبة!