الحمد لله، نكررها مليون مرة على تأهل منتخبنا بجدارة متناهية لنهائيات آسيا 2015 من أربع مباريات وقبل آخر مباراتين في التصفيات وبالعلامة الكاملة 12 نقطة، وتكرار الفوز على العراق في فترة وجيزة بين عمّان والدمام.
والشكر جزيلاً لجماهير المنطقة الشرقية وقبلهم من تكبد المجيء من خارجها لدعم الأخضر في أهم مباراة أمام المنافس العنيد العراق. وفي هذا المقام أحيي كل الذين ابتهجوا بالتأهل، وأحيي أحمد عيد (المسؤول الأول) في اتحاد القدم الذي تفاعل بروح المحب جداً للمنتخب الوطني من منطلق أسس متينة تعلمها على أصولها حارساً مغواراً تتكسر على يديه وقدميه التسديدات، ولذا كانت المناسبة أقوى من أن يفكر في بعض من (يعيبون) عليه المشهد الفرائحي الجميل.. هكذا أراه بكل معاني الحب والولاء، وربما أزيد أنه يعاني أشد المعاناة من كرسي يتمناه ويحسده عليه كثيرون، وإن كان (أبو رضا) محبوبا وقلبه نقيا وطبعه رياضيا أصيلا ويستحق كل الدعم والدعاء والمعاضدة.
وبالتأكيد نحمل نفس الشعور لكل من يعملون معه في هذا الحقل الذي يستوعب الجميع، مع أهمية العمل بجد وإخلاص ودون أنانية، مبتهلاً للمولى العلي القدير أن تبقى رياضتنا بمنأى عن الفضوليين والحاقدين والمتربصين بالناجحين.
وأنا هنا لا أحرم على أحد أن ينتقد المشهد الفرائحي، لكنني أختلف معهم، كوننا ترنحنا وأصبحنا في المرتبة الأخيرة آسيوياً وصرنا مسرحاً للعبث والفوضى. ومن المؤلم أن من كانوا يراهنون على أن المنتخب (ربما) لن يتأهل لنهائيات آسيا، لم يمنحوا الأخضر والعاملين فيه بمختلف مناصبهم حقهم بعد التأهل، بل هناك من (قلل) من مستوى منتخبات المجموعة.. يا هووووه.. يا شطار.. العراق والصين ضعيفان!! أقول لكم حتى إندونيسيا لو عدتم لنهائيات 2007 بالكاد، وربما بالحظ، هزمناها!
العراق بطل آسيا 2007، الصين الآن بطل دوري أبطال آسيا من أنديتها! ولنا مواقف تاريخية مع منتخبها.
كثيرون (تغافلوا) عن الفوز والتأهل، وراحوا يتساءلون: هل سنقارع اليابان، وكوريا؟ ولا أدري لماذا همشوا أستراليا! وفي كلتا الحالتين، أقول الأهم أن نتأهل بجدارة وبمستوى مقنع ومتطور، كي يكون القادم أفضل ويتجاوب الجميع بدعم الأخضر، أولاً من (القيادة العليا) بتذليل الصعاب، وبما يحفز المعنيين في اتحاد القدم على بلورة استراتيجية سنة كاملة قبل النهائيات.. أعيد (سنة كاملة) قبل المغادرة لأستراليا.
وعودا إلى (العنوان)، فإنني لا أستبعد وبعد هذا التأهل أن (نخسر) أمام الصين غداً، فنشوة الفوز لها آثارها السلبية مهما حاول ذوو الاختصاص فنياً ونفسياً وإدارياً، مع تفاؤلي الكبير بعمل ونتيجة أفضل.
وفي المقابل لا ننسى أن الصين يلعب أمام جماهيره الكبيرة جداً وسيضاعف اللاعبون جهدهم وإخلاصهم لمرافقة الأخضر، وقطع الطريق على العراق، وكذلك رد الهزيمة من أخضرنا في الدمام.
آمل أن نكون أكثر عقلانية وتوازنا في نقد المنتخب، وهنا أستغرب من يقولون إن المنتخب (غير مستقر) عناصريا، ولا أدري هل هؤلاء يتابعون منتخبا غير الذي نراه..! أيضا من يؤكدون أن هذا المنتخب يحظى بدعم إعلامي وجماهيري خاص، أقول لهم العكس صحيح، فالمدرب لوبيز واجه انتقادات قاسية في الدورة الودية وعدم اختياره بعض العناصر وخصوصاً النجم عبدالله العنزي وحتى بعد اختياره ناله من التأنيب على تصريحه الشيء الكثير، وفي مقدمة النقاد لاعبون سابقون سخروا من أسلوبه، لكنني أقول إن العمل الجيد والثقة والترابط عوامل قوية في التأهل، وتكاتف اللاعبين الاحتياطيين مع الأساسيين برهان على العدل ووضوح التعامل.
الله يديمها على الأخضر بالوصول لمنصات الذهب.