باريس: الوطن

أكد باحث العلاقات الدولية الدكتور الأمير سلمان بن عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، على أن المكانة الثقافية التي تتبوؤها فرنسا واتسامها بثقل نوعي يدفعها هي والمملكة إلى استمرار التعاون الثقافي ونموه في ميادين تعتبر أولوية بالنسبة للطرفين، ومن أهمها التعليم والتدريب فضلاً عن المخزون التاريخي والإرث الإنساني لكلا البلدين. وقال في حفل أقيم قبل أيام قليلة لإطلاق مجموعة الصداقة السعودية الفرنسية بمجلس الشيوخ الفرنسي: إن عقد اللقاء في هذا المكان العريق من الجمهورية الفرنسية ـ مجلس الشيوخ ـ يدل على المكانة والتقدير اللذين توليهما على الدوام فرنسا للمملكة العربية السعودية، مؤكداً أن المشتركات بين البلدين هي ما يجمع الأطراف في هذا المحفل. وأشار، حامل درجة الدكتوراه في القانون من جامعة السوربون، إلى أن المملكة تنظر إلى فرنسا بكثير من الإعجاب لإسهامها الكبير في تقدم مسيرة الإنسانية كقيمة تعبر عن هم مشترك أمام تحديات تتقلص بعمق التعارف، وعبر الحوار، وعن طريق التلاقح المعرفي. وأضاف: إن المشهد الفرنسي الموسوم بالعبقرية في الابتكار والتحديث، يجعل من المملكة خير شريك لاستثمار تلك المعارف وفي مجالات عدة؛ اقتصادية وعلمية وفي نطاق العلاقات السياسية، داعياً الجميع، كلاًّ في مجاله واختصاصه أن يحسب المملكة سنداً وشريكاً حقاًّ.... في هذه العلاقات، متجاوزين معاً الفروقات المختلفة.
وكان اللقاء بدأ الحفل بكلمة ألقتها، نائبة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي باريزا خيري، أشارت فيها إلى أن إعلان مجموعة الصداقة السعودية الفرنسية بمجلس الشيوخ، حدث مهم، لأن جمعيات الصداقة البرلمانية تهدف إلى تشجيع وتنمية علاقات الصداقة مع دول العالم ومكافحة ما أسمته صدام الجهالات، وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية ولجنة الشؤون الدولية والدفاع بالمجلس.
من جهته، أعرب عضو مجلس الشيوخ الفرنسي ورئيس مجموعة الصداقة الفرنسية السعودية فيليب ماريني عن سعادته البالغة بهذا اللقاء في قاعة رئاسة مجلس الشيوخ، وأشار إلى أسفه حين يرى عدم المعرفة بالمملكة، الذي يسود بين المواطنين في فرنسا، وذكر أن هذه الأمسية تأخذ طابعاً أسمى كونها تسهم بالسماح بمعرفة أكبر وأعمق فيما بين الأصدقاء. وأشار إلى عدم تعارض هذ الجهود وهذه المساعي مع الحرص الشديد على احترام الفروقات الثقافية والاجتماعية والسياسية بين البلدين. وأكد أن مقومات المملكة بتعدادها السكاني بغالبية شابة وببنيتها التحتية التصنيعية والاقتصادية الكبيرة، هي ركائز قوية لمسيرتها نحو هذا الدور وهذه المكانة بين الأمم، وذلك بفضل الرؤية الحكيمة للملك عبدالله في قيادة مسيرة التنمية نحو المستقبل.