يتهيأ نادي الرياض الأدبي لعقد ملتقى النقد الأدبي 'الدورة الخامسة' بعد ستة أشهر من الآن. واختارت اللجنة التحضيرية للملتقى المكونة من صالح زيّاد رئيساً

يتهيأ نادي الرياض الأدبي لعقد ملتقى النقد الأدبي الدورة الخامسة بعد ستة أشهر من الآن. واختارت اللجنة التحضيرية للملتقى المكونة من صالح زيّاد رئيساً، وعضوية إبراهيم الشتوي، ومنال العيسى، نقد الرواية محورا رئيسا للملتقى، مما يثير شجونا جمة.
فالمستقر أو شبه السائد وجود تذمر من قبل عدد من المبدعين من حركة النقد، والاتكاء على مقارنة مع ما عاشه المشهد المحلي قبل أكثر من ربع قرن، حين رافق النقد القصيدة الجديدة محليا، بل إن تلك التجربة أفرزت أسماء نقدية معروفة كان لها حضورها، قبل التسربات والمتغيرات، مثلما أفرزت تماما أسماء نقدية شابة ظهرت بالتزامن مع أسماء إبداعية في مختلف مسارات الفنون، ولعل أميزها وأكثرها حضورا وعمقا وجدية - في تقديري- محمد العباس، الذي كان يطلق عليه الأصدقاء في الشرقية في الزمانات هرقل لصلابة موقفه، وعدم تهاونه أمام رخاوة النصوص، وحسين بافقيه الذي ولأسباب عملية شق طريقا آخر في النقد متمثلا في الدراسات التاريخية، والحفريات المعرفية لتراث المكان الحديث، وقدم نتاجات لافتة. كان هناك أيضا اسم محمد الدبيسي، الذي تفرغ لعمله، ودراساته العليا، إضافة إلى انشغاله بمهامه الإدارية الجميلة في نادي المدينة المنورة الأدبي، طبعا دون أن أنسى جهود المبدعين محمد الحرز وعبدالله السفر وظهور خالد الرفاعي بعد سنوات، مع التساؤل عن اختفاء أسامة الملا!
تسليم عدد من الملخصات لبحوث الملتقى، إضافة إلى ما ذكرت سلفا، يفتح الباب واسعا عما يتعلق بالنقد في المشهد المحلي، وعن حلم مدرسة جدة النقدية التي أطلقها في لحظة حماس رومانسية أبو بكر باقادر وعبدالعزيز السبيل قبل ما يقارب العقد، وظلت فكرة تطير في الهواء، مثلها مثل كثير من الأفكار الطوباوية التي يطلقها المثقفون والكتاب الحالمون، كناد القصة الذي بشر به القاص محمد علي قدس مطلع الألفية الثالثة، ونادي السينما، وما إلى ذلك.
يلفت الانتباه أيضا تصريح اللجنة على لسان رئيسها الدكتور صالح بن زياد بأنها تجنبت تكرار العناوين، وذلك لتوسيع دائرة التناول للمنجز النقدي الموجه إلى الرواية. وهذا توجه حسن علّه يسهم في تخليص النقد من الترهل الذي أصابه نتيجة قلة الشغف بالفتوحات الجديدة، فجل الدراسات في السنوات الأخيرة بالفعل دخلت نفقا مسدودا يعيد ويجتر ويكرر المقولات والأفكار، ونادرا ما تقع على تخوم جديدة، تفتح أفقا أمام المبدع والمتلقي معا.
في ظل حجم هذا الحراك والاستعداد يبقى أن نترقب حضورا نقديا ملهما ومبهجا، يعيد إلينا شيئا من الألق، مرت به الساحة المحلية على هيئة طفرات!