أمام فلاشات كاميرات التصوير وبحضور الصحافة شمّر أحد المسؤولين عن ساعديه، وأمسك عصا المكنسة، ليبدأ تنظيف جزء من محيط المنطقة المركزية للحرم المدني، بعد توقف عمال شركة النظافة عن أداء عملهم، نتيجة إيقاف عدد من زملائهم في حملة التفتيش الأخيرة.
لم يتوقف المشهد الهياطي هنا فقط، بل تجاوز ذلك بأن ألقى سعادته خطاباً درامياً ملهماً لموظفيه، جعلهم على حد قول الخبر الصحفي يتفاعلون على الفور، ويبدؤون بالتنظيف وإزالة النفايات من المنطقة المركزية!، وبالطبع فإن هذه المبادرة الهياطية لم يلتئم شملها إلا بعد مرور أيام متتالية على توقف عمال النظافة عن عملهم، وتراكم النفايات وانتشار روائحها، دون أن تقوم أمانة المنطقة بأي شيء لحل الإشكالية خلال الأيام الماضية، أو حتى تكليف متعهد آخر إلى أن يحّل المتعهد الحالي مشاكل عمالته، رغم أن اللوم الحقيقي يقع في البداية على جهاز الأمانة، فكيف توافق على إرساء مناقصة نظافة المدينة المنورة على شركة لديها عمالة غير نظامية، وكأنما تعينها على مخالفة نظام البلاد! فضلاً عن ضرورة وجود خطة بديلة لإدارة الأزمات، فأثر تراكم النفايات يتجاوز تشويه الذوق العام والروائح المزعجة؛ إلى أثرها السلبي على الصحة العامة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه؛ ثم ماذا بعد هذه الدراما، هل سوف تقوم قيادات الأمانة بالتنظيف اليومي لساحات الحرم؟ أم أنها سوف تقوم بواجبها الحقيقي نحو حل المشكلة بالشكل الصحيح؟ هذا ما سوف نراه في الأيام القادمة.