لكل شيء نهاية.. مهما طال الزمن، ومهما كان مقياس تأثيرك وقوتك.
وأن تسمع أصواتا خلفك وأنت تغادر، فإن دليل حسن اختيارك لـالمغادرة أن تخرج بهدوء ولا يفقدك أحد إلا بعد فترة.
قبل عام كتبت مقالا تحت هذا التساؤل: هل تنطفئ إضاءات الدخيل؟ ويبدو أن توقعي صدق وانطفأت إضاءات الزميل القدير تركي الدخيل، وتوقف البرنامج برغبته، بعدما وضع بصمة مميزة في الإعلام الفضائي، وكون جمهورا كبيرا كان يحرص على الاستدلال بـإضاءات الدخيل أسبوعيا، وبعدما فاز بعدة جوائز على مستويات عربية.
أحسنت قناة العربية بالاستجابة لرغبة تركي بإيقاف البرنامج؛ لأنه أصبح بلا متابعة مقارنة بما كان عليه سابقا.
توقف برنامج إضاءات لا ينقص تركي الدخيل، بل يزيد سيرته الذاتية، فـتركي أصبح ماركة إعلامية ترفع من اسم أي برنامج تتولى تقديمه أو إدارته، تركي إعلامي ذكي طرق أبوابا عدة في الإعلام ولم يتوقف عند واحدة باستثناء كتابة المقالة التي ما يزال متمسكا بها، أما البقية فدون اسمه فيها وانصرف إلى غيرها.
يرى البعض أن ضعف برنامج إضاءات في آخر عامين، يعود لانشغال مقدمه ومعده بأعمال كثيرة، بعضها في التجارة وبعضها في الإعلام والثقافة، وأخرى تجمعها كلها في قالب، فكان يقدم برنامجا أسبوعيا يحتاج جهدا في الإعداد، ويكتب مقالا يوميا، ويدير مركز أبحاث ودراسات، ويمتلك دار نشر، ويؤلف الكتب، ويُحاضِر في المحافل والمنتديات، ويحل ضيفا على كثير من البرامج.
(بين قوسين)
هل يعود تركي الدخيل بجديد، خاصة أنه يقول: الشاشة التي لا تجدد ولا تتجدد تجلب الملل، والتلفزيون الناجح عدو الملل؟