بما أن هذه الزاوية تتحدث عن الإعلام، قديمه وحديثه، فنونه وشجونه، ظواهره وأزاهره وبواخره

بما أن هذه الزاوية تتحدث عن الإعلام، قديمه وحديثه، فنونه وشجونه، ظواهره وأزاهره وبواخره، فيضاناته وأنّاته وضحكاته العالية، فإنني سأحدثكم اليوم عن ظاهرة صوتيّة يوتيوبيّة، هي أشهر من علم على رأسه نار، وهو أشهر صوت على اليوتيوب.
أظن أن شريحة كبيرة من المجتمع السعودي تحديداً، يعرف هذا الصوت بأذنه، والبعض يعرفه بقلبه، والبعض يعرفه بوجدانه وآلامه، التي يعبر عنها هذا الصوت اليوتيوبي المجهول والغامض، الذي اسمه جيزاني اتيكيت.
طبعاً جيزاني اتيكيت، هو اسم الشخص المجهول هذا، ولا نجزم هنا بأنه من مدينة جازان الحبيبة، ولكننا نتحدث عنه كظاهرة صوتية، أفرزتها إحدى قنوات الإعلام الحديث، وأقصد اليوتيوب.
قبل اليوتيوب، اشتهر هذا الشخص المجهول الشهير، بقفشاته وانتقاداته الاجتماعية اللاذعة، في برنامج البالتوك، وكان للأمانة، ساذجاً فيما يطرح، وفيما يقول ويناقش.
مع اليوتيوب، ظهر نفس الشخص، ولكن في قالب فكري جديد، وقالب صوتي وأسلوبي قديم، وهذا ما سأناقشه.
أفكار جيزاني اتيكيت التي يطرحها في اليوتيوب، تنبثق عن شخصية متعلمة ومثقفة إلى الحد المقبول، عكس أفكاره في البالتوك، إذ تنبئ عن شخصية، لا خلفها ولا أمامها شيء.
هذا الكائن الصوتي، بدأ مؤخراً بنقاش قضايا اجتماعية في غاية الأهمية، وتهم الناس، بل وتجعلهم يضحكون من أحزانهم، ويحزنون من ضحكاتهم، ولكنه يطرحها بأسلوب سردي وفني مشوّق، وفي إطار نقدي جاد حتى وإن كان فاتحاً فمه من شدة الضحك.
هذا الكائن الصوتي الاجتماعي المؤثر بملفاته الصوتيّة التي يدفع بها إلى بحر اليوتيوب المتلاطم، يكشف عن عشرات المواهب التي لم تجد لها مكاناً في الإعلام القديم، وها هي مع الإعلام الحديث تحجز مكانها بالقوة.