نادي الفتح الذي حطم كل الحواجز المؤدية إلى هرم بطولة دوري (زين) بنسخته الأخيرة العام الماضي، وصار من أبطال أقوى وأصعب بطولة محلية، لم يقف عند هذا الحد بإدارته الشابة المتفتحة، ووقع عقد رعاية مع شركة المجدوعي للسيارات (هونداي) لمدة ثلاثة مواسم، وتوسع استثمارياً بعقد (رعاية طبية) مع مستشفى الموسى، وعقد آخر مع شركة (فوشيه) للإعلان على القمصان. واستثمر منطقة المقابلات الإعلامية، وقبل ذلك لديه عقود منذ العام الماضي.
في المقابل لم تنجح حتى الآن الأندية ذات الصيت الجماهيري والإعلامي والبطولي: (الأهلي والنصر والاتحاد والشباب)، منذ انتهاء عقودها مع شركة الاتصالات السعودية في توقيع عقود تخفف من أعبائها المالية، عدا نادي الشباب مع (سنابل).
لن أقلل من قيمة (هوامير) هذه الأندية بكل فئاتها، ولكنني أستغرب أن تبقى دون عقود استثمارية، وكل الرؤساء وداعميهم يتغنون بقدراتهم وعلاقاتهم، بينما الفتح الذي (غلب الكل) في الملعب بـبطولة الدوري، وكأس السوبر، وبالرغم من تأخره في ترتيب دوري عبداللطيف جميل حتى الجولة السابعة، إلا أنه وقع عقوداً في أكثر من مجال.
الأكيد أن إدارة الفتح تميزت على جميع الأندية السعودية، بعمل مؤسسي وخاصة على صعيد فريق القدم ولا سيما أنه (الوحيد) الذي مدربه التونسي فتحي الجبال ما يزال مستمراً للسنة السابعة، وهذا لم يحدث في الأندية السعودية البتة.
أيضا برهنت هذه الإدارة الحيوية بقيادة المهندس عبدالعزيز العفالق على: نبوغ فكرها ونموذجية عملها وتعاملها، ولم تأخذها شهرة مقارعة الكبار ولا لقب أقوى دوري عربي -أي جانب من جوانب غواية الشهرة-، بل ازدادت تواضعاً وعملاً برغبة قوية في تحقيق الأفضل، واستثمرت نجاحها البطولي بما يعزز قيمة عملها.
وأحبطت أقاويل كل من يسيئون إلى الرياضة أو يتذرعون بما يحدث فيها من (فساد) وبذاءات وقُبح، وأن الإعلام طارد للراغبين في الاستثمار، ورسمت لنفسها مساراً ذهبياً فكسبت احترام الجميع ونجحت بـ(المتخصصين) في تواصلها مع من يريدون استثمار الرياضة، ووهجها وأهميتها في كل فئات المجتمع.
وفضحت أيضا فكر من يلقون باللائمة على جهات استثمارية من شركات وغيرها، ووصلت إلى مرحلة مواكبة الأندية الأوروبية، التي تتعاقد مع شركات متنوعة الأنشطة، بعضها يختص فقط بقمصان التدريبات. وفي وقت يتذرع كثيرون بـ(حكومية) الأندية وبروقراطية الرئاسة العامة لرعاية الشباب، أبطل الفتح مثل هذه التبريرات الجامدة ورعى منسوبيه (طبياً).
والرسالة أكثر بلاغة، ونحن نقرأ في سياق الخبر أن: قسم التسويق في النادي قام بجهود كبيرة.
وفي تصريح لرئيس النادي عبدالعزيز العفالق كشف جانباً أوسع وهو يقول: بالنسبة للمشاريع الاستثمارية التي ستكون على أراضي النادي هي قضية قديمة، و قبل سنة من الآن، تم وضع نظام من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب للاستثمار، منذ صدور القرار، عملنا على مخاطبة رعاية الشباب بمنظور معين يخص الاستثمار وتمت الموافقة، وهناك بالفعل عدة مشاريع نعتزم تنفيذها في الفترة المقبلة مع مجموعة من رجال الأعمال، الذين سيتبنون هذا المشاريع ويشاركون في تنفيذها، التي سيكون من ضمنها متجر للنادي.
بقي أن أشير أيضاً إلى نادي العروبة حديث العهد بالدوري (الممتاز) -دوري جميل-، حيث وقع عدة عقود، وهذا يحسب لفكر الإدارة الشابة بقيادة الصديق والزميل الإعلامي سابقا مريح المريح.
نأمل أن تتخلص الأندية الكبيرة وغيرها من تراكمات الوهم والبهرجة والاستئثار بالنجومية.