علي أحمد المطوع

يظل المال عصب الحياة ووقودها، وتبقى الربحية أساسا لكل حراك استثماري، وفي هذه ا?يام تتعالى أصوات بعض نخبنا الرياضية -ااستثمارية- للترويج لمفهوم ااستثمار في رياضتنا، وتحديدا في كرة القدم التي أضحت مفهوما يقود إلى صناعة استثمارية جد خطيرة.
إن كرة القدم في بلادنا تظل اللعبة ا?ولى التي تستأثر بجل المتابعين، شأننا شأن العالم من حولنا، ولكن كرتنا السعودية ومنذ سنين عديدة سجلت مستوياتها ونتائجها تراجعات مخجلة وخطيرة أفضت إلى قناعة لدى المشجع البسيط أن اللاعب السعودي سطحي فى مفهومه الاحترافي وأدائه الكروي داخل الملعب شواهد ذلك تصنيفنا العالمي المتكرر الذي يضعنا فى ذيل القائمة العالمية شهريا، و?ن ا?ستثمار الرياضي أساسه نجم ومنشأة وفكر احترافي صحيح، كان لزاما علينا أن نسأل أنفسنا: هل هذه العناصر موجودة فى واقعنا الكروي؟، والجواب ? يحتاج إلى جهد أو بحث،?ن الواقع يعكس ندرة فى النجوم وتهالكا للمنشآت الرياضية وغيابا حقيقيا لكل معاني الاحتراف الكروي. فالنجم الكروي الآن فى أسمى حضوره وجماهيريته يظل نجما عاديا بمقاييس سابقة كان للكرة السعودية حظوة فى وفرة النجوم المتميزة والموهوبة فطرة ? صنعا، كما هو حال نجوم اليوم، وملاعبنا الرياضية تعكس واقعا حزينا لمستوى هذه المنشآت التى ما زالت تدار بعقليات قديمة وبفكر ? يساير عصر الاحتراف ومتطلباته، إضافة إلى تهالك بناها التحتية وعدم وفائها بمتطلبات المرحلة ومستجداتها. أما الفكر الاحترافي السائد فى كرتنا حاليا فهو فكر أقرب إلى فكر أندية الحواري وملاعب ا?حياء، ? يختلف كثيرا سوى فى حجم التغطية ا?علامية ووفرة المادة التى تنسي اللاعب مستواه الحقيقي وقيمته السوقية فى بورصة اللاعبين، أضف إلى ذلك أن ا?ندية الرياضية الكبيرة المعنية بهذه القضية أكثر من غيرها ما زالت أسيرة مديونيات كبيرة راكمتها السنين وتغير المسؤولين الذين ضخوا فى هذه ا?ندية مبالغ مالية ضخمة، وهي بذلك ما تزال رهينة دعم هؤ?ء ا?عضاء الشرفيين وهم محدودون فى العدد وسيظلون يطلبون هذه ا?موال مع كل بارقة ربح تلوح فى ا?فق البعيد.
وبغياب هذه ا?سس وتلك المفاهيم يظل الاستثمار الرياضي مغامرة غير محمودة العواقب ولتؤكد الهواية وشواهد إنجازاتها التي تحققت في مراحل سابقة بمفاهيمها وأعرافها أنها ربما تكون الخيار ا?فضل وا?قل كلفة.