من كان يتخيّل، وهو يقلّب في أزرار جواله، وينقل أصابعه من زرّ إلى آخر، متفحصاً ومتمحصاً، ومُتلصصاً، أن الزرّين ( _ ) و ( #)، سيكونان أهم زرّين في أيّ جوال.
لن أتحدث عن “تويتر”، كفضاء إعلامي حديث، جاء وقلب المعادلات كلّها، ولخبطها كلّها، وعاث فيها كلها، وعاش فيها كلّها، ولكن سأتحدث عن جزئية بسيطة في “تويتر”، أظنها من أهم مميزات وخدمات “تويتر”، بل أظنها ـ حسب وجهة نظري المتواضعة ـ أهم سبب في تكوين شعبية “تويتر” الهائلة، ألا وهي خاصية أو خدمة الـ”هاشتاق”.
مربع صغير في اليمين، ثم كلمة تفصلها علامة ( _ ) عن كلمة أخرى، يكتبها الشخص، ويفتح بها بـابـاً لنقاش موضوع، أو التعبير عـن رأي، مـا إن يرسلها، حتى يتشاركها معه، ملايين الناس، معلقين تحت هذا (الوسم)، متفاعلين معه، مُتكدسين (حوله وحواليه).
بالتأكيد أن “فيس” و”تويتر”، كلها مساحات للتعبير عن الرأي، فلا جديد إن قلت أن الهاشتاق التويتريّ، هو تعبير عن الرأي كذلك، لكن ما يميز الـ”هاشتاق”، أو الوسم التويتريّ، أنه حوّل العالم إلى غرفة صغيرة المساحة جداً، لكنها تتسع لملايين الناس رغم ضيقها.
الـ”هاشتاق”، سلسلة، يمسكها ملايين الناس بأيديهم، وهم يقفون بشكل مُتراص إلى جانب بعض، والسلسلة تطول ولا تنتهي، يداً بجانب يد، رأياً بجانب رأي، صوتاً بجانب صوت، في مساحة صغيرة جداً، هي شاشة الجوّال.
لولا خدمة الـ”هاشتاق” المتوافرة بـ”تويتر”، لما كان “تويتر” مكاناً إعلامياً مُشكلاً وصانعاً للرأي العام، فعلاً لا قولاً.
هُما زرّان غيّرا العالم، من ألفه إلى يائه، إلى ما بينهما.
هشتقوا.