تستعد جماعة الحوثيين التي تسيطر على مساحة واسعة من محافظة صعدة شمال العاصمة اليمنية صنعاء لإعادة دفن جثة زعيمها حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل على أيدي قوات الجيش في شهر سبتمبر من عام 2004 بعد معارك استمرت لثلاثة أشهر، قبل أن تتجدد لخمس سنوات لاحقة. ونشر الحوثيون أنصارهم في جميع الطرقات المؤدية إلى صعدة لتأمين سلامة المشاركين الذين وجهت إليهم دعوات لحضور مراسم الدفن اليوم، فيما يتوقع مشاركة غالبية التنظيمات والأحزاب السياسية، إضافة إلى العشرات من أنصار الحراك الجنوبي المعارض للحوار الوطني، حيث شوهدت عشرات السيارات وهي تقل المشاركين من المناطق الجنوبية من البلاد باتجاه صعدة. وكان الحوثيون قد أكدوا استلامهم جثة مؤسس الجماعة من قبل الرئاسة اليمنية في شهر ديسمبر من العام الماضي، حيث كانت مدفونة في السجن المركزي بصنعاء طوال السنوات التي تلت وفاته، مشيرة إلى أن دفن الجثة في صنعاء وعدم تسليمها للحوثيين كان بقرار من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وقالت إنها أجرت فحوصات الحمض النووي للتأكد من الجثة في كل من لبنان وألمانيا. وتتخوف مصادر مقربة من الحوثيين من استهداف مراسم التشييع من قبل عناصر متطرفة من تنظيم القاعدة.
في غضون ذلك قالت مصادر مطَّلعة إن العشرات من مسلحي أنصار الشريعة المرتبطين بتنظيم القاعدة تمكنوا من دخول منطقة الشحر القريبة من مدينة المكلا، وذلك في إطار الاستعداد لإعلان بعض مناطق حضرموت إمارة إسلامية. وأشارت ذات المصادر إلى أن المسلحين تعهدوا بتنفيذ خطة أسموها الانقضاض المباغت لاستهداف إسقاط المراكز والمؤسسات الحكومية في الشحر وبدون الإضرار بمصالح المواطنين. ونقل عن أحد قادة المتشددين قوله إن الجماعة بانتظار الفتوى الشرعية من قبل مشايخ دين للإفتاء في مصير 81 شخصية من المنطقة سبق أن تم الإعلان عن كونهم موالين للحكومة ويعملون على محاربة التنظيم. ومن بين هذه الشخصيات عسكريون وتجار ومسؤولين بالمحاكم وعدد آخر من قادة مؤسسات الدولة. وكان التنظيم قد كثف مؤخراً من حضوره في المناطق الجنوبية من البلاد، خاصة في حضرموت بعد الضربات التي تلقاها في محافظتي أبين وشبوة خلال العام الماضي، وبدأت أعلامه تظهر على جدران بعض المؤسسات الحكومية ومنازل المواطنين، كما قام أعضاء التنظيم بتوزيع منشورات تحمل تهديدات بالقتل لمنسوبي قوات الأمن.