تفاعُل الشارع السعودي مع خبر رفض المملكة عضوية مجلس الأمن الموقتة كان جليا في التعليقات على بيان وزارة الخارجية الذي ملأ الدنيا وأشغل الناس، في تأييد واضح، ناتج عن تراكم من خيبات الأمل خلال عقود، وعدم رضا سعودي، وعربي وإسلامي من أداء الأمم المتحدة، خاصة تجاه قضايانا، وقد تفهم العالم جلّه الموقف، للفت النظر إلى هذا المرض الأممي.
ولكن بعض الإعلام الأميركي يسوؤه أن يفاجأ بموقف احتجاجي على هذا القدر من الوضوح والشجاعة، ومع ذلك فإن عداء بعض هذا الإعلام ليس غريبا علينا، ولا جديدا، فهو كالنار التي تستعر تحت الهشيم، ولا تحتاج إلا إلى القليل من الهواء النظيف لتشتعل أوارها، وقد تجلى هذا العداء الأحمق في مقال كريستوفر ديفدسون بالـنيويورك تايمز الذي يمكن وصفه بأنه قليل أدب تجاه المملكة، وتخرصاته المريضة تجاه شؤونها الداخلية، ومستقبلها، بدلا من احترام قرار هذه الدولة التي طالما قدرت دور الأمم المتحدة في حفظ السلام والأمن العالميين، وأسهمت بكل جهد لخدمة الإنسانية.
ولكن عامين ونصف من العجز التام عن اتخاذ خطوة في الشأن السوري ـ حيث يذبح الشعب هناك كيماويا وتقليديا ـ وقت كاف كي يعي العالم هذا الدرس الذي علق الجرس، ولا أراه إلا بداية لطرح التساؤلات الكبيرة التي ستقض مضاجع هذا الكاتب وأمثاله، ومن أهمها أن العالم قد تغير، فلماذا آليات هذا الأمم المتحدة لم تتغير؟ خاصة مجلس الأمن والفيتو، الذي لم نشهده يستخدم إلا ضد مصالحنا وقضايانا، لتعلو هذا النبرة في الخطاب السعودي، الذي دشنه الأمير سعود الفيصل بهذا الإعلان الذي أربك العالم، وجنّت له نيويورك تايمز.