التعامل مع المنتخب السعودي على أنه ناد للجماهير، هي التي تشكل أسماءه وتختار طريقة لعبه وتحدد مواعيد نزول اللاعبين لأرض الملعب، ليس جديدا. فنحن ندور في فلك هذا الفكر منذ مونديال كوريا واليابان.
حالة الغضب التي انتابت بعض جماهير النصر قبل وبعد لقاء الأخضر بشقيقه العراقي لم تكن حالة فريدة، لأنه سبق أن مارست نفس الدور جماهير أندية أخرى كانت تريد أن تكون التشكيلة (توافقية) ترضي جميع الأطراف حتى وإن كان ذلك على حساب المستوى والنتيجة.
حالة غضب وتشكيك بأن هناك أيادي خفية تتعمد عدم مشاركة لاعبي النصر وتستقصد تجاهلهم، هي نفس الحالة التي كان عليها المنتخب مع جماهير الاتحاد في أيام أزمة نور، ومع جماهير الأهلي وفي أوقات خلو التشكيلة من لاعبي فريقهم، ومع جماهير الهلال عندما فكرت إدارة النادي في منع لاعبيها من الالتحاق بمعسكر المنتخب الذي سبق لقاء إندونيسيا.
جلهم كانوا يفكرون بنفس العقلية بأن هناك من يعبث بالمنتخب ومن يتخذ القرارات بدلاً من المدرب.
حاولت أن أسترجع شريط الماضي القريب البعيد، وأن أربط بين الأحداث بحثاً عن عذر مقنع لهذه الجماهير في شكوكها ولم أجد.
هي في الأخير تساؤلات تبدأ بالتخمين وتنتهي باليقين بأن المنتخب (مختطف) وأنه يدار من المدرج المنافس.
المشكلة أن كل جماهير ترى أن مدرب الأخضر، أياً كان فكره وجنسه، هو أداة لتنفيذ مخطط المدرج المنافس.. ناصر الجوهر قيل له ذات يوم لم يتبق إلا أن تستدعي باص الهلال وهي نفس حالة التشكيك الحالية التي يعيشها لوبيز كارو الذي طالته الشكوك وأصبح في نظر من يرون أن المنتخب (مختطف) مصطفاً مع المعارضين.
قد أقبل هذا الطرح من مشجع (مراهق) أخذته الحماسة ولم يقيّم الأمور كما يجب، ولكن المصيبة أن هذا الفكر يغذيه بعض الإعلام الذي يفرغ شحناته في جميع الاتجاهات حتى وإن كان المتضرر هو الفريق الوحيد الذي يجمعنا وهو المنتخب.
قائمة المنتخب فيها 22 لاعباً، ومن سيشاركون في اللقاء لن يزيدوا عن 14 لاعباً، فهل جماهير بقية اللاعبين الذين لم يشاركوا في اللقاء مطالبة بأن تدعم من شاركوا أو تتساءل عن أسباب غياب الذين لم يشاركوا؟ هذا هو الفارق بين أن تكون محباً للمنتخب أو منتمياً للنادي.
فاصلة.
الوصول لنهائيات كأس آسيا هو الحد الأدنى من الطموح للمشجع السعودي.. سقف المطالب سيرتفع.. وقبل أن يرتفع علينا أن نرتفع بسقف الوعي لدينا أولاً.