جدة: سامية العيسى

تفاعلا مع قضية المواطنة التي أفاقت على حقيقة أنها ابنة غير شرعية ‏لوالد احتضنها 37 عاما، ونشرت الوطن تفاصيلها أول من أمس، أكد مدير ‏عام الأحوال المدنية بمنطقة مكة المكرمة غازي بشير، أن توجيها صدر ‏بحق الشاكية لأحوال منطقة مكة المكرمة بسرعة استخراج أوراق ثبوتية ‏لها والعمل على حل قضيتها.
‏من جهته، وجه المشرف على فرع جمعية حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة الدكتور حسين ‏الشريف، بتكليف فريق من القسم النسائي بمتابعة قضية المواطنة التي تخلى ‏عنها والدها بعد 37 عاما. وأوضح أن الجمعية ستشكل فريقا قانونيا ‏للترافع عن المواطنة إلى أن تتمكن من أخذ حقوقها كاملة. ‏وقال: إن المواطنة كانت قد تقدمت بشكوى لفرع الجمعية بتاريخ 28 جمادى الآخرة الماضي تتهم فيها والدها بتعنيفها وطردها، وتقدمه بشكوى ‏ضدها بمركز الشرطة يفيد بهروبها، وعملت الجمعية على مساعدتها وحل ‏شكوى الأب ضدها بمساعدة شرطة جدة وتم التعامل مع البلاغ وتسكينها ‏بدار الحماية.
‎وفي ذات السياق، قال مدير دار الحماية بمنطقة مكة المكرمة صالح ‏سرحان لـالوطن: إن إدارة الشؤون تسعى لتوفير سكن خيري للمواطنة ‏وتطالبها بمراجعة مكتب الشؤون. وكشف سرحان، أن والد ‏المواطنة قد نكل بها وتقدم ببلاغ هروب ضدها إلى شرطة الثامر وتم التعامل مع ‏الوضع بكل دقة لإسقاط بلاغ الهروب وإدخال المواطنة دار الحماية وتم ‏التفاهم مع والدها بعدم التعرض لها مجددا.
واستغرب المستشار القانوني لهيئة حقوق الإنسان الدكتور عمر الخولي، ‏من واقعة المواطنة أمل، وطالب الشؤون الاجتماعية بإظهار الأوراق ‏الثبوتية الخاصة بها والعمل على اتخاذ ما يلزم تجاهها بدقه، والتحقيق ‏مع الموظف المسؤول في فرع الشؤون بحائل حتى وإن كان أحيل للتقاعد ‏لمعرفة تفاصيل الواقعة وملابسات القضية وكيفية نسب الفتاة لأب غير ‏والدها، ومخالفة النظام المعمول به للأطفال المواليد على أرض المملكة ‏والبحث عمن ساعده في تسجيلها على سجله الخاص، ومعرفة كيف تم ‏استخراج شهادة ميلادها، وكيف تعامل الوالد معها كابنة حقيقية وعاشت ‏معه طوال37 عاما مضللة، بل مظلومة وكيف أقدم على تزويجها وهو ‏ليس وليها ثم حطم حياتها وأقدم على طردها خارج منزله. وطالب ‏الخولي هيئة التحقيق والادعاء العام بمتابعة القضية للتحقق مما بدر من ‏والدها من غش وتزوير في أوراق رسمية وضياع مستقبل امرأة بريئة ‏من ذنب لم ترتكبه، حيث تعنى هيئة التحقيق والادعاء بالتحقيق في قضايا ‏التزوير وتنطوي هذه القصة في جانب منها على إقدام المواطن على تزوير ‏أوارق ثبوتية للمواطنة وتعمد إخفاءها وأهدر حقها في الحياة بسلام. وقال الخولي: إن الأب الحقيقي يعتبر شريكا في هذه الجريمة وعليه إثبات بنوة ‏المواطنة وإعطائها كامل حقوقها ولن يتأتى هذا إلا عن طريق تفاعل ‏القضاء الشرعي مع القضية. وقال الدكتور عمر الخولي: إن مشروعية زواج المواطنة أمل، يثير الشك ‏والريبة ‏وأن هذه القصة الواقعية فيها مسألة مشروعية زواج أمل، حيث قدم ‏‏المتبني الحاضن للمواطنة نفسه كولي لها، وقام بتزويجها بصفته ‏وليها وهو غير مخول بذلك وفق النظام.
وكانت الوطن قد تلقت عددا من اتصالات محامين وقانونيون من ‏الراغبين في الترافع عن المواطنة أمل، التي طردها متبنيها من منزله، ‏وطالبوا بمعاقبة الحاضن ومحاسبته بتهمة التزوير والعبث في نسب ‏مواطنة تمت ولادتها على أرض المملكة، والتسبب في تدمير حياة إنسانة ‏غافلة عما حدث لفترة37 عاما، ومحاكمة المتسبب في تلك الجريمة، أيا كان ‏من المسؤولين بكافة الجهات الحكومية.