أين تسهر هذا المساء؟ سؤال مكرر.. عجزت كل الإجابات عن قتل السؤال.
إذاً لنخرج منه إلى سؤال: أين تسافر هذه الإجازة؟ وهو كذلك مكرر.. وعجزت الخطوط السعودية، ووزارة النقل عن وأده، ليس لأنهما لا تقدران بل لأنهما لا تريدان.
كثير من طرق وزارة النقل خطر على المسافر لكثرة الحفر والتحويلات فيها، والغريب أننا حتى الآن لم نربط كل المناطق بـطرق سريعة..!
كذلك الخطوط السعودية، عجزت رغم أنها شركة طيران كبيرة وتمتلك مميزات أكبر من الدولة، وتحظى بفرص كثيرة؛ لأن بلادنا قارة، ولأن لدينا أماكن تستحق الزيارة، بعض المناطق والمدن صنعت من نفسها قبلة للسياح والزوار بما تمتلكه من ميزات.. فدعمتها وصنعت منها سوقاً يرتاده الناس وقدمت مهرجانات وفعاليات وبرامج جميلة.. ولن أذكر مدناً لأني سأظلم أخرى سأنساها.
وزارة النقل لا تزال تقول إنها تعمل جاهدة لإنجاز مشاريع الطرق، وتعلن أرقام مشاريعها وتوقيع العقود.. ولا تزال الحوادث مسلسلا مستمرا بلا حلقة نهاية، وأرقام الوفيات والإصابات تتزايد خاصة في الإجازات.
الخطوط السعودية.. لا تزال تشكو وتبكي من خسائرها، لماذا الخسائر وهي لا تنقل المسافرين بـبلاش؟ ومن أين جاءت الخسائر والمسافر لا يجد مقعداً على طائرات السعودية إلا بمشقة؟
أي مواطن يفكر بالسفر من الشمال إلى الجنوب أو العكس، سيضطر إلى حجز تذكرتين على الأقل وسيقضي نصف يومٍ في مطار بانتظار مواصلة الرحلة؛ لأن السعودية لا تنقل ركاب الأطراف إلا إلى الرياض أو جدة فقط؟
جاءتني فرصة لزيارة جازان ليوم واحد فوجدت أني سأقضي يوماً آخر بين ثلاث مطارات.. هذا مما ينغز السفر، خاصةً أنه سيزيد من وعثاء السفر تعامل موظفي الخطوط السعودية في المطارات التي ستجد فيها كآبة المنظر..!
صديق شمالي يفكر بزيارة الطائف يقول: لماذا الطائف ليس فيها مطار وهي مدينة سياحية؟.. قلت له: فيها مطار لكن الخطوط السعودية مقصرة في نقل المسافرين إليه، وبالصدفة في ذات اليوم شاهدت إعلانا لـالخطوط القطرية عن تسيير 4 رحلات أسبوعياً من الدوحة إلى الطائف.. تمنيت فقط ألا يشاهده صديقي..!
(بين قوسين)
لن تقوم سياحة داخلية بلا دعم وزارة النقل والخطوط السعودية.. ولن يكلف ذلك النقل سوى تنفيذ مشاريع ميزانية الدولة الضخمة.. وسيزيد ذلك أرباح الخطوط السعودية.