يبدو أن الجميع يطمح في أن يصبح ثرياًّ يوماً ما، أو لنكن أكثر دقة: يحلم أن يصبح ثرياًّ بين ليلة وضحاها! هكذا فقط، دون أن يبذل جهداً حقيقياًّ، أو أن يضحّي بعلاقة هنا، أو هواية هناك. والحقيقة أن هذا الطموح مشروع، بل قد يكون في مرتبة الواجب، لأنه يؤدي بالإنسان إلى أن يعمل ويعمر الأرض، ويتحول إلى منتج، وليس مجرد مستهلك، يقضي وقته بين أحلام اليقظة، وبين واقعٍ لا يمكن أن يتحرر منه.
يجادل البعض أن مجرد الظفر بفكرة خارقة للتوقعات، تلبي احتياج فئات من المجتمع، تعد الخطوة الأولى على طريق النجاح، وبالتالي الثراء، وهذا حديث نظري يفتقر إلى الخبرة الحقيقية في عالم الأعمال، فالفكرة الرائعة، وقبل أن تحتاج إلى تمويل كافٍ؛ بحاجة إلى رؤية إدارية، ثم الأهم وهو العمل الحقيقي، والذي لا يكون إلا بالتفرغ لفكرتك، والعمل ليل نهار لتتحول إلى مشروع مؤسسي مستدام، وللأسف فإن كثيراً من الأفكار الرائعة لم تنجح فقط بسبب غياب تفرّغ المؤسسين لإنجاز أعمالهم، إذ يعتقد المبتكر أن مجرد التقاطه الفكرة هو جواز سفره نحو النجاح، وأنه سوف يصبح تاجراً هكذا ببلاش! ولعل نظرة سريعة للكثير من أفكار المبدعين على شبكة الإنترنت، تفصح عن قصص فشل متنوعة، لم يبق منها سوى مدونات ومواقع إنترنت غير مكتملة، بينما التنقيب في قصص نجاح رواد الأعمال الجدد من الشباب السعودي؛ تجد أن القاسم المشترك بين الجميع، ليس فقط الفكرة والشغف بها، لكنه التفرّغ الحقيقي للركض وراء شغفهم والسهر على إنجازه، مما جعلهم يتذوقون طعم النجاح سريعاً، بعد تجاوز المنغصات والعقبات، التي تتحول في نهاية الأمر إلى مجرد ذكريات.
خلاصة الحديث: صعود طريق النجاح والثراء ليس مستحيلاً، لكنه شاق وصعب، وأول خطوة تبدأ بها بعد الاستعانة بالله، هي التفرّغ والعمل الجاد يا صديقي.