تقف الولايات المتحدة عند نقطة انعطاف في تخطيطها الدفاعي لأسباب عديدة، بما في ذلك نهاية حرب العراق، واقتراب نهاية العمليات القتالية الأميركية في أفغانستان، وتزايد التركيز على منطقة المحيط الهادئ، والقيود المالية. ولقد وضع التوجيه الاستراتيجي لوزارة الدفاع الأميركية منهج هذا التحول وله انعكاسات هامة على الموقف العسكري الخارجي، وهو يؤكِّد على الحفاظ على الحضور العالمي، والقدرة على الرد على المستوى العالمي، والوسائل الكافية الكفيلة بحماية حرية التحرك العالمية. ويؤكِّد التوجيه الاستراتيجي على بناء قدرة للشراكة في شتى أنحاء العالم، والبحث عن أفكار جديدة لكيفية تحقيق هذا الأمر. وعلى خلفية هذه الاعتبارات، يقول تقرير نشرته مؤسسة راند للأبحاث إن الكونجرس الأميركي أصدر تعليمات لوزارة الدفاع لعمل تقييم مستقل للوجود العسكري الخارجي.
يقول تقرير راند إن الفوائد الاستراتيجية للوجود الخارجي تشمل إمكانية الرد على الطوارئ، وردع الأعداء، وتطمين الحلفاء، والتعاون الأمني مع الشركاء. هذه الفوائد يجب أخذها بعين الاعتبار لدى اتخاذ القرارات حول الوضع الراهن.
•الرد على حالات الطوارئ: لتوفير رد مباشر لإحباط هجمات كبيرة، يجب أن تكون القوات الأرضية في مكانها على الأرض، فيما يجب أن تكون القوى البحرية والجوية قادرة على تقديم الرد على صعيد إقليمي.
•الردع والتطمين: وجود القوات الأميركية يُظهر التزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة. وأهم القدرات المطلوبة هي منع العدو من تحقيق انتصار سريع يمكن أن يُغيِّر الوضع الأمني على الأرض والقدرة على الدفاع عن الحلفاء ضد الصواريخ.
•التعاون الأمني: تستفيد القوات الموجودة في الخارج من التشغيل البيني ومهارات التأقلم والوعي الثقافي الذي يتم اكتسابه من التدريب المتواصل مع الشركاء الأجانب.
•مخاطر الوجود الخارجي:
تطور الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى عرَّض الكثير من القوات والمنشآت الأميركية للخطر. ولمواجهة هذا الخطر، قد تحتاج الولايات المتحدة لـتـبني استراتيجية متنوعة للدفاعات الإيجابية والسلبية.
•تكاليف التموضع الخارجي: على الرغم من الدعم المادي الهام الذي تقدمه الدول المضيفة، فإن الوجود العسكري الأميركي الخارجي يكلف الخزانة الأميركية أموالاً طائلة. وبينما تزداد الضغوط لإنهاء الانتشار العسكري الدائم في الخارج، هناك اقتراحات بالاستعاضة عنه بالوجود الدوري.
•التغييرات المحتملة للوجود الخارجي..الاعتبارات الإقليمية: يمكن دراسة تقليص القوات الأميركية في أوروبا، لكن ذلك سيكون له انعكاسات سلبية على التحالفات الأميركية وعلى تطمين الشركاء. ويجب على القوات التي تبقى في أوروبا أن تركِّز على التعاون الأمني. وبالنسبة لآسيا، بإمكان أميركا أن تنشر سُفنا حربية وطائرات في المحيط الهادئ لتقليص التهديد لقواتها الأرضية في مناطق مثل كوريا الجنوبية. ويمكن توفير بعض النفقات من خلال تقليص معتدل للقوات في منطقة آسيا-المحيط الهادئ. وفي الشرق الأوسط تنوي الولايات المتحدة الحفاظ على وجود قوي هناك. فالولايات المتحدة لها مصلحة أيضاً في منع إيران من إعاقة خطوط الملاحة التجارية أو الضغط على دول الجوار وزعزعة استقرارها أو تطوير إمكانتها النووية لدرجة تشكل تهديداً.

النتيجة
تتعرض وزارة الدفاع الأميركية لضغوط لتخفيض نفقاتها، وهذا يفرض نظرة متفحصة على جميع الموارد والقدرات التي تقدمها. ويتطلب التوفير المنطقي من تغييرات انتشار القوات في الخارج الاختيار بين خيارات قليلة نسبياً. والتقليص الكبير الوحيد الممكن هو للوحدات العسكرية الموجودة في أوروبا، فهناك فرص أقل في منطقة المحيط الهادئ وبعض القوات الدورية في الشرق الأوسط.