الرياض: الوطن

فيصل بن عبدالله: هل تريدوننا أن نتفرغ لتفتيش المرضى وهم بين الحياة والموت؟!

كشف رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله، أن قيمة المبالغ المصروفة لتغطية النفقات الإسعافية خلال السنوات الماضية للمؤمن عليهم تزيد على المليار ريال، وأفاد أن الهيئة ستكتفي بخصم تكاليف الخدمة الإسعافية في وثائق التأمين من قيمة كل وثيقة، بما يكفل إعادتها لمستحقيها.
وقال إن الهيئة لا تبحث عن المال من خلف هذا الإجراء، لكنه شدد على أن النظام الأساسي للتأمين بجميع أنواعه يجبر جميع شركات التأمين على تغطية الحالات الإسعافية سواء التأمين الطبي أو التأمين على السيارات أو تأمين الرخصة، وهو الأمر الذي لم يفعل بالرغم من محاولات الهيئة المستمرة من خلال المسارات النظامية، منتقدا عدم تعاون شركات التأمين بالشكل المطلوب لتغطية نفقات المرضى والمصابين المؤمن عليهم والتي تقدم لهم الهيئة خدماتها الإسعافية.
وأضاف في أقسى انتقاد يوجهه لشركات التأمين منذ توليه رئاسة الهلال الأحمر، أن الهيئة لا تسعى للكسب المادي من خلال هذه الإجراءات، ولكن من غير المنطقي أن يتم دفع تكلفة الحالات الإسعافية مرتين الأولى من خلال تكاليف وثائق التأمين المدفوعة من الجهات والأفراد، التي تشمل في صلب كل وثيقة تغطية نفقات كل ما يتعلق بالحالات الإسعافية، والثانية هي ما تدفعه الدولة لإيصال الخدمة الإسعافية لكل مواطن ومقيم على مستوى المملكة من خلال هيئة الهلال الأحمر السعودي، وازدواجية الدفع هذه هي ضد مصلحة الدولة، وضد مصلحة دافعي تكاليف التأمين من الجهات والأفراد والمستفيد الأوحد هو شركات التأمين.
وأفاد الأمير فيصل بن عبدالله أن الهيئة خلال الثلاث السنوات الأخيرة حاولت بشتى السبل الودية المباشرة لتصحيح هذا الوضع من خلال التنسيق المشترك مع مجلس الضمان الصحي التعاوني الذي لم يبد التعاون المنتظر من خلال مجلس الغرف التجارية، وهو مسار آخر لم يكتب له النجاح، فقد واجهت الهيئة التهرب من شركات التأمين تحت مختلف الأعذار والحجج كي لا تلتزم للهيئة بأي مستحقات، والهيئة ستظل ساعية لتصحيح هذا المسار الذي تؤمن بأن تصحيحه يصب في الصالح العام.
واستغرب الشرط الغريب الذي اشترطته شركات التأمين، وهو تقديم فاتورة فيها جميع المعلومات للمريض أو المصاب المؤمن عليهم شاملة رقم وثيقة التأمين ونوعها ومستواها، والغريب أن هذا الطلب مؤيد من الجهات الحكومية المشرفة على شركات التأمين، والهيئة تتساءل؛ هل هي مخولة لتفتيش جيوب المرضى و المصابين ذوي الحالات الإسعافية للبحث عن هذه المعلومات؟ أم أن المطلوب من الهيئة أن تترك إسعاف الحالة وتتفرغ لتعبئة بيانات التأمين والمصاب بين الحياة والموت؟