تستغلها جهات مجهولة لضعف الرقابة من الجهات الخيرية
وجهت أمانة المنطقة الشرقية، خطابا لفرع الشؤون الاجتماعية في المنطقة الشرقية، تفيد فيه بضرورة أن تعمل الوزارة على التنسيق مع المؤسسات والجهات الخيرية لترتيب أوضاع حاويات التبرعات، وتصحيح أوضاعها، مع وضع آلية مناسبة تكفل وصول المتبرعين للحاويات التي يراعى أن تقع في مناطق قريبة من تلك الجمعيات لتكون مسؤولة عنها مباشرة.
وعلمت الوطن من مصادر مطلعة، أن توجيه الأمانة الأخير جاء ليضع حدا لتفاقم أوضاع بعض حاويات التبرعات التي تشهد تعديات من قبل بعض الأطراف المجهولة للاستحواذ على ما تحتويه تلك الحاويات من أمتعة وملابس وخلافه، التي يضعها المتبرعون بغاية وصولها عبر الجمعيات الخيرية إلى المستفيدين الحقيقيين، إلا أن الأمر لا يجري كذلك في الفترة الأخيرة بسبب تلك التعديات المستمرة، حيث تعمل بعض الأطراف على الاستفادة منها بشكل شخصي عبر بيعها في أسواق سيكو والحراج القديم وأماكن أخرى.
ويبدي مواطنون تذمرهم من كون الجهات الخيرية المسؤولة عن الحاويات هي من تفاقم المشكلة، حيث تتركها لفترات تصل إلى أشهر طويلة دون الالتفات لها، مما يشجع الكثيرين من ضعاف النفوس على الاستفادة منها بطريقتهم الخاصة.
ويتحدث لـالوطن مشعل العتيبي عن ذلك قائلا: لدينا في الحي عدة حاويات والحقيقة أن الأمر في ظاهره إيجابي، لكن ما يحدث هو العكس، حيث نجد أن الكثير من الأشخاص الذين لا نعرف ماهيتهم يتناوبون على الاستئثار بما تضمه تلك الحاويات من تبرعات الناس التي يرغبون في إيصالها عبر الجهات الخيرية إلى المستفيدين، إلا أن ذلك لا يحدث بسبب تأخر الجمعيات الخيرية في متابعة الحاويات، مما يسمح لهؤلاء بتنظيفها أولا بأول.
ويتفق مواطن مع سابقه، حيث يبين أحمد العرادي، أن الحاويات صارت مكانا مليئا بالمخلفات والأوساخ المنتشرة حولها، مضيفا: يسبب تأخير جمع ما تضمه الحاويات في امتلائها ثم تحولها إلى مستودع نفايات بدلا من كونها حاوية تبرعات، ومن الصعب التفريق الآن بينها وبين أية حاوية نفايات.
يذكر أن ملكية معظم هذه الحاويات تعود إلى جهات خيرية، وبعضها يتعاقد مع شركات، أو بالأحرى أفراد والذين بدورهم يتولون مهمة تصريف المواد مقابل إعطاء الجهات الخيرية مبلغا ماليا متفقا عليه، فيما يتولى البعض الآخر من الجهات الخيرية مهمة تفريغ الحاويات وبيعها أو توزيعها للمحتاجين.
ومع مرور الوقت تحول وجود العديد من الحاويات في الشوارع العامة وعند المساجد من هدف خيري إلى ربحي وتجاري بحت، حيث بدأت العديد من القطاعات الأخرى بمزاحمة حاويات الجهات الخيرية في مواقعها على الشوارع العامة وحول المساجد، سواء كانت هذه القطاعات حكومية أو خاصة، والأغرب من ذلك وجود حاويات تتبع جهات مجهولة نظرا لخلو هذه الحاويات من أي اسم يدل على الجهة التي تتبعها.