هل يختلف بعض منسوبي هيئة الأمر بالمعروف عن المفحطين! هؤلاء الذين ينتسبون للهيئة مهمتهم ليست إزهاق أرواح الناس والإساءة لسمعتهم عبر مطاردات محفوفة بالمخاطر تنتهي بالمآسي! أتساءل عن مصير المفحطين ممن كان لهم ضحايا؟! هل نتذكر الأحكام الصارمة التي صدرت ضدهم؟! أذكركم بأبرزها وهو الحكم بالقصاص على المفحط مطنش تعزيرا وردعا لأمثاله، إذاً ألا يتناسب هذا الحكم كذلك مع هؤلاء الذين يأخذهم الحماس لمطاردة أبرياء تُزهق أرواحهم، تعزيرا وردعا لمن يتهاون بحياة الناس بسبب سوء ظن حذرنا منه القرآن الكريم! هذا ما يجب فعلا، فلا أحد فوق القانون، وإن كان لديهم هذا الحماس في سباق السيارات والمطاردات فليمارسوه بعيدا عن الأبرياء.
بصراحة شديدة؛ لا ينبغي أن يشعر موظفو جهاز من الأجهزة الحكومية أنهم يعملون بثوب الدين فيما ينتظرون آخر الشهر الرواتب مثلهم مثل بقية موظفي أجهزة الدولة، ويظنون أنهم فوق المحاسبة والقانون، وليسوا مثل غيرهم من الموظفين الحكوميين الذين إذا ما أخطؤوا تجاه المواطن في أداء واجب خدمته حُوسبوا وعُوقبوا، وأنهم يعملون وفق مبدأ اجتهد فإن أصبت لك أجران وإن أخطأت فلك أجر حتى لو كانت نتائج هذه الاجتهادات أخطاء تُزهق أرواح أبرياء في حوادث تنتهك خصوصية الناس وتسيء لسمعة بعضهم، ومطاردات متكررة تنهض على سوء الظن، وفي كل حادثة ضحايا، والضحايا لهم أسر يعيشون مرارة الألم والفقد والمعاناة.
دعوني أسترجع معكم بعض الحوادث: حادثة بلجرشي التي لم تجف عن تناولها الأقلام؛ ذهب ضحيتها في مطاردة مروعة من رجال الهيئة ربّ الأسرة الشاب، قطعت فيها يد الزوجة، وتيتم الأطفال! فيما شاب آخر في أبها يتم ضربه على وجهه في إهانة لكرامة الإنسان شاهدناه عبر مقطع في اليوتيوب، أما الحوادث في المدينة المنورة فأنتم تتذكرونها، أبرزها الحادثة الأليمة التي ذهبت أم وابنتها ضحيتين لمطاردة، ولا ننسى مطعون العيون المنقبة في حائل، الذي انتهى به الحال من مجني عليه إلى جان في قضيته الشهيرة حين تعرض له ولزوجته رجل هيئة بسبب نقابها! وغيرها من الحوادث التي نشرتها صحفنا المحلية وكل أسبابها سوء الظن! وكلها لم نسمع ولم نقرأ فيها أن منسوب الهيئة تمت معاقبته ومحاكمته!
وأخيرا ما حدث لأخوين توفي أحدهما فيما الثاني بين يد الرحمن، استفقنا على الحادثة ونحن نحتفل باليوم الوطني، وقد فطر قلبي شيخ وعجوز هما والد ووالدة الضحيتين، بسبب مطاردة لا مبرر لها مع سبق الإصرار والترصد كما شاهدنا عبر مقطع اليوتيوب وأقوال الشهود! يأتي ذلك ونحن نقرأ أن رئيس الهيئة يقسم لوالدهما والله.. والله .. والله لن تتدخل الهيئة من قريب ولا بعيد في القضية! لكني أتساءل هل يكفي هذا القسم! وهل هذا يعني أن الهيئة تدخلت في القضايا السابقة لتمنع حساب منسوبيها وعقابهم؟!
أخيرا؛ يجب إعادة النظر في سياسات هذا الجهاز طالما أن نظام منع المطاردات لا فائدة منه!