بعد 30 عاما من انطلاق بث القناة السعودية الثانية، الموجهة إلى المقيمين في المملكة من غير الناطقين بالعربية، تغيرت الدنيا، تكاثرت الفضائيات بمختلف اللغات، أصبحت القناة مجرد خيار بعيد جدا، وقد حان الوقت لإعادة النظر في رسالتها وفلسفتها، بحيث يمكن الاستفادة منها في خلق قناة مشاهدة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
نظريا، هناك خيارات كثيرة يمكن أن تلجأ إليها القناة لتحقيق ذلك، ومنها عكس اتجاه القناة، أي أن تتحول إلى قناة تخاطب السعوديين في الخارج، من بعثات دبلوماسية ومبتعثين، وسياح، تركز عليهم، تقدم لهم الأخبار المحلية.. وتنقل المباريات المهمة والمناسبات، وأي حدث مهم حدث الساعة، وتبث أي مسلسل محلي ينجح في القناة الأولى، وكل برنامج يحرص الناس على متابعته في أي قناة سعودية أخرى، وتنتج أعمالا خاصة بها، بناء على فلسفتها. وجود قناة بهذا الشكل يحل إشكالية كبيرة لملايين السياح السعوديين المسافرين كل صيف إلى أنحاء العالم، إذ إن معظم فنادق العالم لا توفر كل القنوات السعودية دفعة واحدة! فقد تجد القناة الأولى.. ولا تجد الرياضية.. وهناك مباراة مهمة على الرياضية، والعكس صحيح، لذلك فإن وجود قناة للسعوديين في الخارج تعرض أهم ما يجري في هذه الساعة، وتقدم ـ في نفس الوقت ـ حياة وآمال سعوديي الخارج، سوف تكون كافية لبرمجتها في فنادق العالم، وتستطيع تغطية نطاق أوسع من العالم إذا تم التركيز عليها، وبثها على مختلف الأقمار، ولن أفاجأ إذا وجدت قناة مثل هذه تحصد مشاهدات عالية داخل المملكة، بعد أن يتعلق بها المشاهد في الخارج.