ستة أيام مضت على افتتاح وتدشين مشروع الواجهة البحرية الجديدة بجدة الكورنيش الأوسط، وقوافل المتنزهين ما زالت تقطع المسافات بحثا عن اكتشاف هذا المشروع ورؤية عروس البحر بوجه آخر، ومعالم أخرى وجدوها غير تلك التي ودعتهم قبل عدة أشهر مستترة خلف جدار من الشينكو أثناء بدء تنفيذ المشروع.
من كل أطراف المدينة جاء الجداويون في عطلة نهاية الأسبوع، يسعون إلى ذلك المكان؛ بحثا عن متنزه يليق بهم بعد أن ظل كورنيش جدة بعيدا عن مستوى مدينتهم لسنين طويلة، مستوى الرضا كان باديا على وجوه الزوار فرحا بمشروع تطوير الواجهة البحرية الكورنيش الأوسط الذي بلغ طوله نحو 3.6 كلم بمحاذاة البحر بتكلفة إجمالية بلغت 250 مليون ريال تم صرف 60% منها على أعمال البنية التحتية، إذ يشمل هذا المشروع 800 موقف للسيارات وتقاطعات للمشاة ومسطحات خضراء وألعاب للأطفال ودورات مياه وأكشاك.
الوطن تجولت بين المتنزهين الذين اكتظ بهم الكورنيش الجديد أمس، وبدا على محياهم الرضا بالمشاريع التطويرية التي طالت الكورنيش، مؤكدين أنها غيرت واجهة بحر جدة، وجعلته مقصدا للأهالي والزوار.
سالم السيف، ومحمد فاضل، وعلي خمعلي، مواطنون اصطحبوا أسرهم إلى الكورنيش الجديد، وأكدوا أن فضول الاكتشاف دفعهم لإلقاء نظرة أولية على كامل المشروع، والاستمتاع بالزخارف والخدمات التي توفرت به، قبل أن يستمتعوا بجمال البحر الذي جاؤوا من أجله، مشيرين إلى أن المشروع ساهم بشكل كبير في تغيير معالم الواجهة البحرية للعروس، ومدللين على ذلك بالزحام الذي يشهده الكورنيش بعد افتتاحه.
وأبدوا تذمرهم من سوء استخدام بعض الزوار لمرافق المشروع الجديد، مطالبين بضرورة نشر ثقافة المحافظة على الممتلكات العامة بين زوار الكورنيش، أو أي من المواقع السياحية التي تكفلت الدولة بصرف ملايين الريالات لتطويرها، مؤكدين أنهم على استعداد للمشاركة في أي برامج توعوية تنفذ للمحافظة على هذه المنجزات.
الوطن تجولت في قلب المشروع، الذي يمتد جنوب قصر السلام بمحاذاة البحر وحتى نادي الفروسية جنوبا بطول 3.6 كلم، ويعدّ واجهة حضارية سياحية متعددة الإمكانات لتوفير متنفس للمقيمين والزوار، مما يخفف الضغط على الكورنيش الشمالي وكورنيش أبحر، ويركز مشروع تطوير الكورنيش الأوسط على استغلال المميزات الفريدة للواجهة البحرية وتطويرها لتصبح معلما سياحيا عالميا، مع بناء مرافق ترفيهية وجمالية متميزة وفق معايير ومواصفات عالمية متطورة.
ويحتوي المشروع الجديد على متنزه وشاطئ رملي وحديقة بجوار مسجد العناني، وساحة للاحتفالات، وأخرى للنافورة، ومناطق للتسوق ومطاعم وأكشاك للمبيعات المتنوعة، ومناطق ألعاب الأطفال المظللة، وملاعب رياضية، ومتحف مفتوح تم فيه عرض الأعمال الفنية الموجودة في منطقة الكورنيش الأوسط.
وقد تم توزيع الأنشطة الرئيسة في المساحة المفتوحة التي تقع بين ممري المشاة، بدءا من الساحة العامة التي سيكون مركزها أحد المجسمات الجمالية، ثم ساحة النافورة المحاطة بمقاعد للجلوس.