و(حوف الرفلا) لا ينبغي أن يبوء به غيرها، فهي أولى الناس بأكله هنيئا مريئا، و أما (الرفلا) فهي المناهج الدراسية، وأما (حوفها) فهو نتائج اختبارات المركز الوطني (قياس) الذي لم نعد ننظر إليه على أنه القاتل المأجور لقتل أحلام شباب الوطن، ولم نعد ننظر لرسومه على أن المواطنين يدفعون ثمن الرصاصة التي تقتل بها طموحات أبنائهم!
فمركز القياس الوطني مفخرة لنا جميعا، لكن العدالة والقسطاس الذي يتخذه شعارا ينبغي أن يطبق فعليا بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم مرحليا ومنطقيا، فنشر ثقافة القياس والاطمئنان للجودة والنوعية في منتجات الوطن مطلب لنا جميعا وكلنا في نهاية الأمر سنستفيد منه، لكن العدالة تفرض ببساطة أن يطبق القياس أولا على المناهج والمدارس وتقييم مستويات أدائها ونواتجها، وبعد أن يمنحها (قياس) البراءة والكفاءة فليخضع لها الطلبة والطالبات ولتقر النتائج أيا كانت قسوتها وفداحتها!
مشكلة شبابنا بل مأساتهم أن ناتج دراسة درزن من السنوات تهوي به عاصفة القياس خلال ساعة زمن، ثم تقبل به الكليات والجامعات حتى التابعة لوزارة التربية والتعليم وهي المسؤولة الأولى عن نواتج التعليم وإخفاق الطلبة!
المشكلة ليست في عدم تقبل ثقافة القياس ولا حتى عدم تقبل فشل الطلبة في اجتياز هذه العقبة، المشكلة أن الطلبة لا ذنب لهم إذ خضعوا خلال سنوات الدراسة تحت رعاية الوزارة وهي تمنحهم الامتيازات في اجتياز اختباراتها ثم إذا آن الحصاد الحقيقي وتفتقت الأحلام وجد الشباب أحلامهم أوهاما تذروها رياح الغبن! لأن الوزارة حكمت فيهم اختبارا خارجيا لم تحكمه في مناهجها وأدواتها!
لماذا يمنح اختبار (قياس) كل هذه النسبة المصيرية والمناهج والتعليم والمدارس يتحملون وزر إخفاق الطلبة بنسبة لا تقل عن 75 %؟
فتخرج طالب من مدارس الوزارة بنسبة 99% علمي وفي اختبار القدرات والمهارات لم يفلح إلا بجمع 60 نقطة وتوصية بدراسة التاريخ أو اللغة العربية، هذا الشرخ الكبير من يتحمل تبعاته؟
أليست الوزارة هي المسؤولة عن عدم تضمين مناهجها هذه القدرات والمتطلبات؟
ألم نملأ الدنيا ونشغل الناس بالحاجة الماسة لتطوير وتغيير المناهج التي لم تعد تناسب هشاشتها متانة العصر الحديث؟ إذن ما ذنب ضحاياها؟!
نرجو من مسؤولينا الكرام في هذا الشهر الكريم تحقيق العدالة الحقيقية، وإرجاء الأخذ بنتائج (قياس) لحين تجتاز المناهج وأدوات التعليم التي يخضع لها الطلاب اختبار القدرات والمهارات.