فيما أعلنت أمانة محافظة جدة مطلع الشهر الجاري عن عزمها إنشاء جسور مشاة جديدة تحتوي على مصاعد مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، مشيرة إلى أنه سيتم فتح مظاريف الحزمة الأولى، التي تصل إلى 10 جسور ستوزَّع على عدد من المواقع الحساسة، وصف مدير إدارة التأهيل الطبي بصحة جدة الدكتور ناصر آل إبراهيم تلك الجسور بـأنها غير ذات جدوى.
وأشار في تصريح لـالوطن إلى أن الفائدة المرجوة من تلك الجسور ستكون ضعيفة، ناصحا باستبدالها بأنفاق للمشاة، مشيرا إلى انها أكثر جدوى للجميع، سواء الأصحاء أو ذوي الإحتياجات الخاصة.
وأفاد بان الأنفاق تعد ممرات آمنة للمشاة، لا سيما للمعاقين بصريا وكذلك كبار السن، ملمحا إلى انها تسهل عبور من يستخدمون الكراسي المتحركة، واصفا إياها بالتطبيق الأنسب لجميع فئات المجتمع، خاصة إذا نفذت في مواقع الربط الحيوية في جدة.
وطالب الامانة بإيقاف استخدام وبناء الكباري المعلقة، قائلا: إن التجربة أثبتت فشلها وتطبيقها حتى مع الأسوياء أصحاب البنية السليمة، مستشهدا على ذلك بعدم استخدام المارة للجسور الحالية، مشيرا إلى انها تحولت - على حد وصفه – إلى نصب تذكارية.
وأضاف أنه كان يتوقع أن تستشير الأمانة الجهات ذات العلاقة قبل تنفيذ بعض مشاريعها، خاصة المتعلقة بفئة المعاقين والمرضى وكبار السن، مشيرا إلى أن قضايا الإعاقة والتأهيل توجب تفهم تبعاتها الإجتماعية والنفسية، ومشكلاتها الحسية والجسدية والنفسية، مبينا أنه يجب أن ينظر لها من الناحية الطبية أولا.
وأكد أن تلك المشكلة تعنى بوزارة الصحة، التي دعمت هذا التوجه بإنشاء إدارات التأهيل الطبي في كافة مديريات الشؤون الصحية في المملكة، مبينا أن من مهامها العناية بشأن الإعاقة بكافة أنواعها بشكل علمي ضمن معايير عالمية.
وأفاد بأن إدارات التأهيل هي من تستطيع معرفة الأجهزة والمستلزمات التي يحتاجها كل معاق على حدة، ونوعية المتغيرات الواجب اتخاذها في مقر عمله، بالإضافة الى معرفة نوع المتغيرات التي تحيط بذوي الاحتياجات الخاصة.
وبين أنها تحدد طبيعة البيئة المحيطة بهم سواء الشارع أو المسجد وكذلك وسائل النقل والتنقل والمباني والأسواق، وذلك من خلال فريق تأهيل في جميع أرجاء المملكة.
وذكر أن الإنسان سيصل الى مرحلة الإعاقة بعد تقدمه في العمر، أو في حال إصيب بمرض مزمن، مضيفا:إن استخدام كباري المشاة، التي تزمع الأمانة نشرها في كافة أنحاء جدة، ليس مقتصرا على المعاقين المكتملة أركان إعاقتهم فقط، بل سيستخدمها كذلك كل من المرأة المسنة وأصحاب الأوزان العالية، ومرضى إلتهاب المفاصل، والمتعجلين والأطفال، ملمحا إلى أن جميع هؤلاء ممن يمكن أن يطلق عليهم ذوي الإحتياجات الخاصة، يشكلون طيفا هائلا من المجتمع، مؤكدا أنهم لن يستفيدوا من هذه الأبراج أو الكباري المعلقة.