أعرف أنك كفء أمين لما اختارك ولي الأمر حفظه الله لإدارته والمحافظة عليه وعدم صرفه إلا بحقه بعيداً عن الهدر، فالمال عصب الحياة للأفراد والأمة.
من هذا المنطلق أخاطبك لتتدارك مرفقا مهما أنشئ على قمة جبل (سودة عسير) وسط غابة غناء وجو عليل ومناظر أخاذة.. أعني به (فندق السودة إنتركونتننتال) بقاعاته ومرافقه، وهو لا يقل بحال عن نظرائه في أرجاء العالم.. بما في ذلك قاعة خاصة للمؤتمرات المحلية والدولية.
افتتح الفندق قبل حوالي عقدين من الزمن وكان حديث الصحافة والمجتمع وموضع إعجاب من زاره وانتجع به.
الاهتمام بإدارته وعقد المؤتمرات فيه وتنظيم الرحلات السياحية إليه توارت شيئاً فشيئاً حتى أغلق بـالضبة والمفتاح دون حراك يُذكر.
المبنى والأثاث واللوازم الأخرى كلفت الخزينة العامة مبلغاً طائلاً من الريالات.. نرى كل ذلك مع الأسف يذهب أدراج الرياح لأن إهماله بهذا الشكل بدون تشغيل وصيانة يؤول به إلى الخراب والدمار.
براءة للذمة يا معالي الوزير، تدارك الأمر إما بتلزيمه لشركة فندقية عالمية تتولى استثماره شراكة مع الوزارة أو بيعه بالمزاد العلني للسعوديين.. لا حل إلا بأحد الأمرين، فحرام أن يضيع هذا المنجز الوطني بمنطقة جميلة لا تضاهى.. هي بأشد الحاجة إليه والأكثر منه تشجيعاً للسياحة الداخلية والتنمية الاقتصادية.
(عبدالعزيز أبو ملحة) من الأعلام المعاصرين، حصل على الماجستير من إحدى ولايات أميركا، وعمل مديراً عاماً لبلديات منطقة عسير، وأسهم بنهضتها السياحية والتنموية وأشرف على بناء قرية عسير بالجنادرية ثم نقل وكيلاً لوزارة الشؤون البلدية والقروية فعضواً لمجلس الشورى في دورتيه: الأولى والثانية.
لم تصرفه فترة التقاعد عن الاهتمام بأمور من يقصده من الناس وبذْل الجاه لمن يحتاجه.
كانت له عادة سنوية مطلع شهر رمضان بإقامة حفل إفطار يضم أعيان ووجهاء عسير المقيمين بمدينة الرياض من أجل التعارف وتجديد الصلات.
زاملته أيام كنت أعمل في إمارة منطقة عسير وهو مدير عام بلدياتها بعدة قضايا شائكة بين عدد من القبائل لعدة سنوات ويسّر الله تعالى علينا بحلول أرضت جميع الأطراف ونالت موافقة المقام السامي.
أخبرني أخوه (خالد) بأن خادم الحرمين الشريفين الملك (عبدالله) حفظه الله قد اتصل به معزياً أسرة آل أبي ملحة مشيدا بصفات الفقيد.
رحم الله الصديق الوجيه (أبا محمد) وألهم آله الصبر والسلوان.