نعم هو قطار واحد يقطع مسافة لا تتجاوز 400 كم، وتديره مؤسسة بحجم وزارة، لها موازنتها الضخمة، ويقوم عليها فريق من الموظفين، وتقول إن لديها أسطولا متكاملا من القطارات، ومع ذلك يخرج رئيس المؤسسة ليعلن أنه يحتاج 6 أشهر حتى تسيطر مؤسسته على حوادث القطارات بشكل كامل، متوعدا بمحاسبة المقصرين.
قطار واحد وما زالت المؤسسة غير قادرة على إدارة العمل وتأمين سلامة الركاب، بما يهدد حياة الناس ويجعلهم يفكرون بالإحجام عن استخدامه، وأقصد هنا بالقطار الواحد، أن هناك خطا حديديا واحدا يربط بين الرياض والدمام، حتى لا يغضب منا مسؤول في المؤسسة ويقول إن لدينا 56 قاطرة تنقل 5000 راكب يوميا. هو في النهاية قطار واحد لا غير.
هل تعلم عزيزي القارئ، أن خطوط الحديد في بريطانيا سيرت نحو 1.33 بليون - مليار- رحلة خلال العام 2010، ونسبة الحوادث فيها لم تتجاوز 1%، وفي الهند تلك الدولة الفقيرة تنقل قطاراتها 9 بلايين راكب سنويا، هذا خلافا لقطارات الشحن والبضائع.
تخيل لو أن مؤسستنا الكريمة تدير سوقا بهذا الحجم، فهل سيقبل من رئيسها أن يخرج للملأ ليطلب فترة تصحيحية للسيطرة على حوادث القطار، وهل لدى المسافرين وقت لانتظار المؤسسة حتى تتجاوز احتمالية حدوث الكوارث وتأمين سلامة الركاب؟.
نقول هذا الكلام ونحن ننتظر على أحر من الحديد المكشوف تحت درجة حرارة 50، إطلاق المشاريع الكبيرة، قطار الحرمين السريع، وخط الشمال والجنوب، والجسر البري، التي ستربط بين مدن ومناطق المملكة، وتتباهى بها المؤسسة وتضع خارطتها على موقعها الإلكتروني.
والواقع يقول إن المؤسسة التي تفشل في إدارة خط حديدي واحد ينقل رحلات محدودة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، سيكون من الصعب عليها أن تدير شبكة كبيرة من القطارات في دولة مترامية الأطراف بحجم السعودية، هذا خلافا لقطارات المترو المعلن عنها في بعض المدن.
لن نستبق الأحداث، ولكن عشمنا كبير في مؤسسة الحديد، في رفع الكفاءة التشغيلية، والاستفادة من خبرات الدول في تشغيل خطوط القطار وتأمين سلامة الركاب، وفي كل الأحوال الله يستر.