ونحن صغارا، كنا إذا تشاجرنا مع أحد أصدقائنا نقول: لا تكلمني ولا أكلمك، وعلى مستوى الدول كان يتم سحب السفراء تعبيرا عن الغضب وعدم الرضا، ولكن يبدو أن قواعد اللعبة قد توحّدت على مستوى الصغار والكبار في هذا الزمن، خاصة مع طغيان الإعلام الجديد الذي أصبح يفرض قواعده في العقد الأخير، ليس فقط على الحياة الاجتماعية للبشر، بل على الحياة السياسية أيضا.
وقد دخلنا هذا الأسبوع إلى منعطف جديد من خلال معركة حذف المتابعة بين الرئيسين الأميركي أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، والخبر الذي تناقلته كبريات الصحف في العالم نقلا عن صحيفة ذا ديلي راش الأميركية يقول، إن الرئيس الروسي حذف نظيره الأميركي من صداقاته في صفحته على موقع فيسبوك، ليرد الآخر بحذف متابعته من صفحته على موقع تويتر، عن طريق عمل إنفلو! وهو نفس ما يعمله الشباب اليوم في العالم كله! وطبعا ما حدث بين الرئيسين كان على خلفية موقفيهما المتناقضين من الحالة السورية التي نتمنى أن تنتهي بانتصار الشعب السوري الأبي على جلاديه.
وكان من تبعات هذا التحاذف الإلكتروني، تغيير ترتيب جلوس الرؤساء في قمة دول مجموعة العشرين، التي بدأت أعمالها الخميس الماضي في سان بطرسبيرج الروسية، بحيث لا يجلس أوباما إلى جوار بوتين. كما أن أوباما قد ألغى قمة كانت ستجمعه ببوتين في موسكو مطلع هذا الشهر. لقد أصبحت وسائل الإعلام الشخصي الجديدة أحد أهم مصادر الخبر، ومؤشرا على المزاج السياسي بين دول العالم، ورؤسائها. ولن أستغرب إذا جاء يوم تدار فيه المعارك الكبرى في المزرعة السعيدة!