إنا جمعناكم لمؤتمر الأدباء الرابع الذي تورطنا فيه كل سنتين، ولم يعد بإمكاننا سوى تحويله إلى أصبوحات أقرب ما تكون إلى إذاعة طابور الصباح، وأمسيات شعرية، في طابع من المودة والدعابة والمفاكهة.
أنتم تحلمون بمؤتمر يناقش قضايا الأدباء ويرعى مصالحهم ويعالج همومهم، ونحن نعرف ذلك ولا نجهله، ونعرف أيضا أنكم ستلبون دعوتنا لكم حسب برنامجنا لا حسب أحلامكم ، ووفق رغبتنا لا وفق همومكم. فمنذ متى ونحن نهتم بكم أو نلقي لكم اعتبارا؟
لكم أن تغضبوا منا وتبربروا حتى تنبَحّ رؤوسكم الصاخبة، ولكننا نعرف كيف نستل غضب أكثركم بدعوة مرفهة، ليأكلوا ويشربوا ويناموا مجانا ويحمدوا الله على نعمائه، ولا كالدعوة الأخيرة التي منحناكم بها فرصة مجاورة الحرم النبوي ثلاثة أيام وزيارة المصطفى عليه السلام.
نعرف أن لكم عتابا علينا بشأن تغولنا في أنديتكم الأدبية، وأنكم تتهمونا بتزوير انتخابتكم والتلاعب بنتائجها، ونحن نقر بوجاهة اتهامكم، وأن قضاياكم في المحاكم الإدارية تشهد لكم، لكن نحن مسؤولون عن الإشراف على الأندية، فلا تعدوا أطواركم وتتجاوزوا أقداركم، وتصدقوا اللوائح التي نحن أول من يخرقها وأنتم آخر من يؤمن بها.
لقد كانت الانتخابات فرصة للاستهتار بكم، والضحك عليكم، فأنتم جديرون بذلك ونحن قادرون عليه.
أنتم لا تحسنون الغضب، ولم تفكروا مرة واحدة في مقاطعة دعواتنا السخية، أو مقاطعة إذاعات طابورنا الصباحية، وكان الأولى بكم أن تقاطعوا كل أنشطتنا التي نشرف عليها وندعوكم إليها، فقد وضح الصبح لكل ذي عينين، لكنكم لا ترون، ولا تعلمون أنكم الدائمون ونحن الطارئون، ولا تعرفون أن الأجيال ستلومكم أنتم وسننجو نحن لأن مصيرنا النسيان.
إذا كنا نحن لا نرعوي ولا نخجل لأننا أهل لذلك فلماذا أنتم تجاروننا أصلحكم الله؟
وإذا كنا نحن نضر بالثقافة عمدا أو جهلا فلماذا لا تقاطعوننا فتشلوا حركتنا هداكم الله؟
وإذا كنا نحن لا نثق بكم ونتوجس منكم فلماذا تثقون بنا رعاكم الله؟
نحن سنظل أوفياء لمصلحتنا وللضحك عليكم والاستهتار بكم ما دمتم أنتم تصطفون في طابور الصباح.