أكد أن الآباء والأجداد لم يقصروا معنا حيث فتحوا لنا الطريق لنبني على القواعد والأسس
أعلن أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل أن ملتقى الشباب سيشهد تطورات جديدة بدءا من العام المقبل من شأنها إحداث إضافات هامة لمسيرته، ومن بينها: استمرار نشاط فعالياته وبرامجه وأنشطته طوال العام في جميع المحافظات، ومشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة ومؤسسات التدريب المهني والتقني.
وخاطب الأمير خالد الفيصل الشباب خلال لقائه بالمشاركين في ملتقى الشباب في منزله مساء أمس، قائلا: الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تولي الشباب أهمية قصوى، فهم المستقبل والمستقبل هم، مضيفا: بلادنا هذا الكيان العظيم الذي يعتبر أنجح وحدة عربية في العصر الحديث وهذه التجربة التي نفخر بها جميعا في عصر نرى فيه التقلبات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في كل مكان، تسير نحو وجهة واحدة إلا وهي الارتقاء بمستوى الإنسان السعودي إلى المكانة التي يستحقها بين الأمم، مستدركا القول: بعد أن كانت هذه البلاد مجرد جماعات بدائية تقتتل وتتناحر على أرض الجزيرة العربية، أصبحت اليوم مجتمعا حضاريا يفاخر ويعتز بتحقيق مكاسب ليس فقط على المستوى العربي والإسلامي وإنما على المستوى العالمي وأصبح العالم أجمع ينظر لهذا المجتمع بعين الاحترام والتقدير.
القواعد والأسس
ومضى الأمير خالد الفيصل في حديثه للشباب، قائلا: الآباء والأجداد لم يقصروا معنا حيث فتحوا لنا الطريق ونحن اليوم نبني على القواعد والأسس التي أسسوها، وأنتم يا شباب هذا الملتقى وغيركم من شبابنا معنيون برفع هذا البنيان إلى الأعالي والمستوى الذي تستحقونه أنتم ومن يأتي من بعدكم، خصوصا وأن الإنسان السعودي أثبت أنه إنسان مبدع إذا أتيحت له الفرصة، وهاهم إخوانكم وأخواتكم في جميع أنحاء العالم يضربون المثل تلو المثل في الإبداع والابتكار والاختراعات ولقد بزغ مجموعة منهم وتقدموا على أبناء تلك الدول التي يتواجدون فيها، مشيرا في ذات السياق: تلقيت قبل أيام رسالة من أحد القيادات في إحدى الجامعات الأميركية الشهيرة يخبرني فيها بأن الطلبة السعوديين في الجامعات الأميركية لم يصبحوا منافسين للطلاب الأميركيين بل تفوقوا وتميزوا عليهم وهذا فضل من الله كبير، ويشهد به أهل تلك البلاد ولا ندعيه نحن، ولكن هذا المعدن الصافي الغالي والأصلي الثمين للمواطن السعودي وليس غريبا عليكم أن تكونوا دائما على هذا المستوى.
خدمة المواطن
واستعرض الأمير خالد الفيصل أمام الشباب التطورات التي تشهدها منطقة مكة المكرمة، قائلا: في هذه المنطقة تفتخر دائما بأنها تعمل كفريق واحد الأجهزة الحكومية والأهلية نعمل كفريق لخدمة هذا الوطن وهذا الدين، مؤكدا القول: إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله يحثنا دائما نحن المسؤولين في المناطق بأن نكون دائما في خدمة المواطن وأي خدمة أجل من خدمة الشباب، وإعدادهم الإعداد الصالح وصولا إلى القوي الأمين الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، وقال: وكيف لا نتطلع إلى ذلك القوي الأمين ونحن شرفنا الله سبحانه وتعالى بأن نكون بجوار بيته العتيق وهو أول بيت وضع للناس، ليكون لنا الشرف العظيم لنكون النموذج للإنسان المسلم والإنسان العربي والمواطن السعودي.
وخلص أمير مكة المكرمة للقول: إن خطة التنمية واستراتيجية التنمية في المنطقة تخطط للوصول بإنسان المنطقة إلى مرتبة القوي الأمين، وهذه الخطة شهدت قبل يومين ورشة عمل لإعادة النظر فيها وتقييميها بمشاركة أكثر من 300 شخص رجالا ونساء ليكملوا المسيرة التي كان إخوانهم وأخواتهم قد بدؤوها قبل خمسة أعوام بوضعهم الاستراتيجية والتي وضعت لها خطة عشرية والآن وبعد مرور خمسة أعوام ننظر فيما فعلنا وماذا قدمنا وماذا سوف نفعل لذلك.
وقدم شكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاح وتميز الملتقى، وفي مقدمهم محافظو المحافظات لدعمهم المسابقات والفعاليات، إضافة إلى مسؤولي التربية والتعليم والجامعات لمشاركتهم في التنظيم، والرعاة من رجال الأعمال والشركات الذين ساهموا بالدعم المالي في تمويل الملتقى، وكذلك الإعلام والإعلاميين الذين ساهموا مساهمة فعالة في إنجاح الملتقى.
ملتقى الشباب
وطلب أمير مكة من الشباب المشاركة في الحديث عن تطلعاتهم وآرائهم حول ملتقى الشباب، إضافة إلى مقترحاتهم حول الخطط التنموية أو المشاريع التنموية في المنطقة للعشرة الأعوام المقبلة، مؤكدا أن تجربة ملتقى الشباب بالمنطقة تجربة رائدة في المملكة رغم أن عمرها قصير لكنها حسب نظري بعد سنوات ستكون ركيزة للشباب السعودي لصقل المواهب، بحسب قوله.
وفي حين تمنى الطالب عمر محمد العدواني من محافظة الطائف تنظيم تصفيات ملتقى الشباب النهائية في جميع المحافظات وليس جدة فقط، قدم الطالب أحمد ذا النون من جامعة الملك عبدالعزيز شكره وتقديره للأمير خالد الفيصل لدعمه واحتضانه الشباب، مشيدا بدور الإعلام في دعم الملتقى، مطالبا من أمير منطقة مكة استمرار دعمه للشباب في نبذ ثقافة الإحباط.
وردا على هذه التساؤلات والمطالب، أجاب أمير مكة: لدينا توجه بتنظيم التصفيات النهائية لملتقى الشباب في جميع المحافظات وربما تكون العام المقبل في الطائف، وأضاف: أما بالنسبة لثقافة الإحباط ونبذها فقد كنت من أول المطالبين بها والداعين لها في أول لقاء لي بأهالي المنطقة في نادي جدة الأدبي، حيث ذكرت أنني سوف أطرح مبادرة ثقافة الأمل في مواجهة ثقافة الإحباط، وبالفعل تبنينا في الإمارة هذه الثقافة.
ومضى قائلا في ذات السياق: توجد حملة قوية ضد الإنسان السعودي والمؤسف أنه تأثر بها المواطنون، وهذه الموجهة ضد المملكة وضد الإنسان السعودي هي في حقيقتها لا تستهدف المملكة ولا المواطن، ولكنها تستهدف الإسلام لأنه لم يعد في أي دولة في العالم تدافع عن الإسلام سوى هذه البلاد، ولم يعد هناك دولة في العالم دستورها القرآن والسنة سوى هذه البلاد، وقال: أعداء الإسلام هم أعداء الإنسان السعودي لأنهم يعلمون جيدا بأن الإنسان السعودي الذي وجد كل فرص الدعم والابتعاث سوف يكون مقلقا لهم ومن أجل ذلك يعملون ويستهدفون إحباطه.
الخطط التنموية
وردا على مقترح الطالب حسن قاضي من كلية الطب بتوسيع المشاركة الشعبية للشباب في الخطط التنموية، قال الأمير خالد الفيصل: المشاركة الشعبية تتمثل حاليا في مشاركة أهالي منطقة مكة في تقييم الاستراتيجية الخاصة، حيث شارك 300 رجل وامرأة في ورشة عمل.
كما تساءل الطالب القاضي حول رؤية إمارة المنطقة في قضية العمالة والقرارات التي اصدرتها وزارة العمل للقضاء على التستر، ورد الأمير خالد الفيصل بالقول: بدأنا في المنطقة بتصحيح أوضاع الجنسية البرماوية باعتبار أن الدولة قبل بوجودهم منذ نحو 50 عاما، وهي نتاج مشروع معالجة وتطوير الأحياء العشوائية الذي قدمته إلى الملك عبدالله قبل سنوات وشكل له لجنة عليا برئاسة الأمير نايف رحمه الله وتضم 10 وزراء، وهذه اللجنة وضعت أبناء الجالية البرماوية في قمة أولوياتها، وأضاف: أما متخلفو الحج والعمرة والمخالفون لنظام الإقامة فهؤلاء يجب أن يغادروا، فيما منح الملك عبدالله مخالفي نظام العمل والعمال فرصة التصحيح وضعها منح مهله.
حقوق الطلاب
وردا على اقتراح الطالب يوسف الزايدي من جامعة الملك عبدالعزيز بتوسيع مشاركة الشباب في تنظيم ملتقى الشباب، قال الأمير خالد الفيصل: يجب أن يكون تنظيم الملتقى من قبل الشباب وتفعيل دورهم الشباب في التنظيم، وهذا المقترح هو من الأهداف المستقبلية فالشباب أنفسهم يجب أن يكونوا هم المنظمين وهذا شيء يشرفنا ويسعدنا.
وأيد أمير مكة اقتراحا للطالب بلال زغبي من جامعة الملك عبدالعزيز بضرورة حماية حقوق الطلاب الملكية الفكرية، فيما رد على مقترح الطالب أحمد القرني بإيجاد حل لمشكلة التعصب الرياضي، قائلا: التعصب الرياضي ليس في المملكة فقط، وهو موجود في كل أنحاء العالم، وخصوصا في كرة القدم، وفي اعتقادي لا يوجد حل لمثل هذا الوباء، ولكن نحن في السعودية نستطيع القضاء عليه، لو عدنا لقيم ديننا الإسلامي، الذي ينبذ ذلك، بل ربط كلمة التعصب بالجاهلية، حيث لا يوجد تعصب إسلامي، فالإسلام دين راق في كل شيء فهو يرتقي بالفكر والثقافة فهو دين محبة وسماحة.