'النموذجي' يكسر احتكار الكبار ويتوج بطلا للدوري
في سطر جديد بعنوان عريض بصفحة ناصعة، كتب الفتح أجمل وأفضل وأغلى مشوار في دوري زين السعودي للمحترفين، عندما أعلن نفسه بطلا للدوري قبل جولتين على نهايته، وذلك بفوزه على ضيفه الأهلي 1/صفر في المباراة التي جرت وقائعها على ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية بالأحساء برسم الجولة الـ24. وسجل هدف المباراة الوحيد، المحترف الكنغولي سالومو دوريس (29)، رافعا رصيد فريقه إلى 61 نقطة وهو الرصيد الذي لن يتكمن أقرب منافسي الفتح وهو الهلال (الوصيف) الوصول إليه، حيث يملك 54 نقطة.
وكما هو متوقع، ضاقت جنبات الملعب بجماهير الفريقين، خصوصا من جانب الفتح الذي حرصت أنصاره على الاحتفال مع اللاعبين والجهازين الفني والإداري بالملعب، باعتبار أن مباراتي الفريق المقبلتين ستكونان خارج ملعب الفريق أمام الوحدة بمكة المكرمة وأمام الاتفاق على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام.
وعقب المباراة غالطت دموع الفرح لاعبي النموذجي بعد أن عاشوا جولات عصيبة تأجل معها إعلان تتويجهم أبطالا ينضمون إلى حاصدي الألقاب.
وما إن أعلن حكم المباراة نهايتها، حتى اصطفت الجماهير في مسيرات هادرة جابت شوارع الأحساء وما حولها وصولا إلى مقر النادي في انتظار الحفل الكبير الذي ستقيمه إدارة النادي وأعضاء الشرف احتفاء بالأبطال.
فرض الفتح شخصيته منذ بداية المباراة من واقع هجمتين سريعيتن مبكرتين عن طريق رأسية مبارك الأسمري التي مرت بجانب مرمى المعيوف وتسديدة إلتون التي لامست شباك المرمى. بعدها سعى الأهلي إلى تهدئة اللعب والسيطرة على وسط الملعب، لكن الفتح بقي مستمرا في بحثه عن هدف فعاود المحاولة عن طريق تسديدة دوريس القوية والتي تصدى لها المعيوف. في المقابل حاول الأهلي عن طريق تيسير الجاسم وعماد الحوسني وفيكتور سيموس، الذين تبادلوا التسديد على مرمى شريفي، خصوصا سيموس الذي مارس هوايته في مباغتة حراس المرمى وجلدهم بكرات قوية.
وتتويجا للأداء المشرف، نجح الكنغولي دوريس في خطف هدف (29) يعتبر أحد أفضل وأجمل أهداف الدوري حتى الآن، وذلك عندما حول كرة الحمدان بلعبة مزدوجة قوية على يمين المعيوف، بعد أن اكتفى دفاع الأهلي بالفرجة على طريقة اللاعب في التعامل الجيد مع الكرة.
ولم يهدأ الفتح رغم تقدمه، ففرض سيطرته على المباراة ممتلكا وسط الميدان، فيما اكتفى لاعبو الأهلي بمحاولات خجولة لم تصل درجة الخطورة.
الشوط الثاني جاء سريعا أيضا خصوصا من لاعبي الأهلي. وكانت أولى الهجمات تسديدة من سيزار من خارج منطقه الجزاء أمسك بها شريفي بصعوبة، بعدها رد دوريس بكرة رأسية تكفلت بإبعادها العارضة الأهلاوية. وحاول مدرب الأهلي أليكس تنشيط خط الهجوم بإدخال الجيزاوي وإخراج بصاص، فشن لاعبوه عدة هجمات وتصويبات كثيرة من خارج منطقه الجزاء خصوصا من جانب تيسير وسيزار وسيموس. وكاد الجاسم يعيد المباراة إلى نقطة البداية عندما قام بمجهود فرد خارق، لكنه لم ينته حسب ما يشتهي ويأمل فيه مشجعو الفريق، حيث غالطت كرته المرمى ولامست الشباك الخارجية. وأخذت المباراة في دقائقها الأخيرة، حماسا زائدا وطغى الشد العصبي على اللاعبين خصوصا لاعبي الأهلي الذين اجتهدو كثيرا في تعديل النتيجة دون أن يدركوا مبتغاهم، فيما نجح الفتح في تحقيق هدفه وخرج بالنتيجة وكأس الدوري الذي سيتسلمه لاحقا.