بالنسبة لقنوات عربية قوية ورصينة، فإنها لن تدخل في هذا المأزق الذي لا مخرج منه، وهو الوقت الذي يستجدي فيه مالك فضائية معينة أنصاره ومتابعيه بضرورة دعمه ماديا وعلى الهواء مباشرة، وهي الخطة الجديدة لهؤلاء بعد أن فشلت كافة محاولاتهم الهاتفية والإنترنتية، وأيضا تلك الرسائل التي يضعونها في الشريط السفلي لشاشاتهم المزودة بأرقام الحسابات لدعم هذه القنوات التي تحذر بأن بثها مهدد بالانقطاع بسبب عدم قدرتها المالية على مواصلة عملها!
كل هذه الحجج لم تجد نفعا بالنسبة لـتجار الفضائيات، فبدأ التفكير في حيل أخرى وبنكهات مختلفة، بعضها يلعب على وتر الطائفية، والآخر يتخذ منحى سياسيا معينا، ناهيك عن قنوات أخرى امتهنت التسول الفضائي ولكن بحرفية من خلال رسائل sms وبنكهات مختلفة، منها الحب والغزل والرقص والشعر والألعاب الشعبية، وهلم جرا!
فعلى سبيل المثال، ليس مستغربا أن يظهر مالك فضائية كـالفراعين وهو توفيق عكاشة ليقول للمصريين: إن قناته وبكل فخر هي مفجرة ثورة 30 يونيو، وإن رجال الأعمال المصريين ومنهم نجيب سويرس، اضطروا لدفع مبالغ ضخمة، مطالبا أحدهم في الوقت ذاته بأن يدفع 7 ملايين جنيه لهذه القناة التي أسهمت في إبعاد الإخوان عن السلطة!
وليس غريبا أن يظهر صاحب قناة من لندن، مثل ياسر الحبيب، ويطلب من متابعيها على الهواء دعمها مقابل أن تستمر في حربها ضد من يختلف معهم في العقيدة أو الدين!
كل هذا الفشل في إنشاء قنوات تلفزيونية قادرة على توفير مواد إعلامية ذات أهداف سامية وبناءة وتسهم في انتشال المجتمعات العربية من غياهب الفقر والجهل، تتحمله الجهات التي سمحت لمثل هذه الفضائيات بأن تكون في منازلنا، فظاهرها تافه إلى حد كبير، بينما باطنها هو تجارة تسلب أموال المشاهدين وغيرهم من الداعمين، وكلاهما أسوأ من الآخر!