فواز خلف التميمي

المدينة المنورة طيبة الطيبة، أرض الهجرة المباركة والعاصمة الأولى للدولة الإسلامية في عهد خير البشر رسول العالمين عليه أفضل الصلاة والسلام، استمرت كذلك في عهد الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين.
المدينة المنورة كتاب من كتب التاريخ كل معلم فيها صفحة من صفحات ذلك الكتاب، يذكرنا بالعهد المجيد لصدر الإسلام بل كل بقعة وكل واد وكل جبل يحكي لنا قصة تأخذنا إلى ذلك الزمن الجميل.
ها هي المدينة المباركة تم اختيارها لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية وانطلقت الفعاليات المصاحبة لهذه المناسبة لتحكي لنا بعضا عن تاريخ هذه المدينة عبر العصور الإسلامية وحتى عصر الدولة السعودية حفظها الله وأدام عزها ومجدها.
إن مكانة المدينة المنورة بالنسبة للعالم الإسلامي وما تحتويه من إرث إسلامي عظيم يحتم العمل على تخليد التراث الإسلامي لهذه المدينة بشكل يزرع بالأذهان تاريخ هذه المدينة على مر العصور وحتى عصرنا هذا وقد يكون من أنجع السبل لحفظ هذا الإرث الإسلامي هو العمل على إنشاء متحف (عالمي) يكون مقره المدينة المنورة، يتم تنفيذه بأعلى المواصفات وبأحدث التقنيات المستخدمة بالمتاحف العالمية يضم بين جنباته كل ما يخص المدينة النبوية من قطع أثرية ومخطوطات، ومحاكاة كل عصر من العصور بإنشاء مدينة مصغرة من مجسمات تحكي واقع المدينة في كل مرحلة من مراحل التاريخ والعمل بكل السبل الممكنة لاسترجاع تراث هذه المدينة وحفظه بموطنه الأصلي وقد يكون من المناسب تشكيل هيئة وطنية تعمل على استرجاع القطع الأثرية من خلال الهيئات العالمية المعنية بالتراث فتراث المدينة المنورة مكانه الطبيعي في المدينة وليس مكان آخر.