نعرف تماما أن الجابر غادر كرة القدم لاعبا محملا بالكثير من اللغط حوله، وعدد من الإنجازات، أقنع بها كثيرا، وشكك بها البعض.. ثم غاب طويلا، قبل أن يعود مجددا للصورة، ببعض من اللغط الذي غادر به، ومناصرون بعدد أقل من أولئك الذين صاحبوه عند الاعتزال، وسبب ذلك أن رقما منهم يرى أن الجابر نجح لاعبا، وقد لا يكون كذلك مدربا، فخشوا أن تجبّ إخفاقات التدريب، إنجازات اللاعب..!
بل إن حتى بعض الكتاب والمحللين، من أصحاب الميول الأزرق وغيرهم، ما زالوا متحفظين حول صحة اختيار الجابر، وليس آخرهم الحمادي صالح، والذي قال عبر مقالة له في الزميلة الاقتصادية: كنت أتمنى لو بدأ سامي مع غير الفريق الهلالي الأول مع درجة الشباب أو الأولمبي لموسمين على الأقل...
يحضر الحديث عن سامي المدرب، في يوم امتحانه الأول، أمام العروبة الفريق، المدجج باللاعبين الشباب، وحماس الصعود، والروح الكبيرة التي قفزت معهم، منذ أعلن عن الفريق ممثلا للشمال في أضواء جميل، وتحديدا سفيرا للجوف كأول فريق، يحمل معه أحلام منطقة، عبر محاولة الدخول في نفق صراعات الممتاز.. والذي قال رئيسه، مريح المريح، بأن الأهم الثقة التي كلها منحت لجميع اللاعبين.
يبدو أن كلا الطرفين يقفان على منصة صراع النجاح، العروبة وسامي، وهذه المقارنة لا تعني على الإطلاق صحة الموازنة بين فريق ومدرب، وإنما طرفان، يخوضان تجربة مشابهة لأول مرة، بظروف قد تكون متباينة، ولكن فيصلها التحدي، وعبور المحطة الأولى، ولكني في الوقت ذاته، أخشى أن يكون ما قاله الكاتب إبراهيم عسيري صحيحا، عبر مقالة له في الزميلة الشرق، عندما كتب: مشكلة سامي والهلاليين تحديدا أن هدفهم هو نجاح سامي الجابر وليس الهلال!، حتى وإن عرف عنه ميوله النصراوية، إلا أن مثل هذا يجب أن يكون في الاعتبار.. وبعيدا عن كل ما سبق، يبقى - كما هو دائما - النجاح ما يحدث في مساحة المستطيل الأخضر.. وليس في مساحات الإعلام الرياضي المتعصب.. غالبا. والسلام.
amjad@alwatan.com.sa