مواطنون يؤكدون أن قيادة السعودي للسيارة في الخارج تختلف عن 'الداخل'
في فترة لم تتجاوز 15 يوماً، صوت أكثر من 3 آلاف شخص على آخر استفتاء وضعته إدارة مرور الرياض على موقعها الإلكتروني، حول مدى احترام سائقي المركبات لأنظمة وقواعد المرور، حيث رأى 63% منهم أن السائقين لا يحترمون الأنظمة وقواعد المرور، بينما أشار21% إلى أن سائقي السيارات يحترمون الأنظمة إلى حد ما، في حين ذهب 15% منهم إلى أن مستوى إحترام السائق للأنظمة جيد.
ومن جانبها طرحت الوطن السؤال نفسه على عدد من المواطنين لقياس مدى رضائهم عن احترام السائق السعودي لأنظمة وقواعد المرور، وكانت الإجابات تصب في جانب واحد، ألا وهو عدم قبولهم لطريقة سير المركبات في المملكة، إذ استغرب المواطن محمد الأحمري من طريقة احترام الأنظمة وقواعد المرور لدى السائق السعودي، خصوصاً عند الإشارات الضوئية التي يتقدم فيها المتأخر على المتقدم بطرق غير نظامية.
وشاركه في الرأي المواطن سعد العنزي الذي قال إنه يسافر كثيراً إلى الدول الخليجية ويرى المواطنين السعوديين يتقيدون بالأنظمة هناك بعكس ما يحدث في المملكة، مبيناً أن غير المنضبط في القيادة بدأ يؤثر على المنضبط، وداعياً الجهات المختصة إلى تطبيق أشد العقوبات على من يستهتر بأنظمة المرور.
ويرى مراقبون أن أسباب تهور قيادة السيارات في المملكة ترجع إلى التعلم في وقت مبكر من العمر، حيث تتكون لدى الشاب هواياته الخاصة بين سن العاشرة والعشرين، وحين يتعلم الشاب قيادة السيارة في هذه المرحلة فإنه تتكون لديه ميول نحوها وتصبح هواية يمارسها بحد ذاتها ويتجاوز كل الحدود أثناء قياده السيارة ويصل الأمر إلى الاحترافية فيها، مما يفقد مجتمع الشباب ثقافة قيادة المركبات، التي لا تتعدى أن تكون المركبة مجرد وسيلة للتنقل وأداء أعمال معينة.
ولفت آخرون إلى أن طريقة القيادة الحديثة، خصوصاً في المدن السعودية الكبرى، أملتها الحاجة إلى اختصار الوقت وتفادي الازدحام الذي ظل مشاهداً في جميع الأوقات، والذي يعيق الكثيرين عن تأدية أشغالهم اليومية، إضافة إلى أن هنالك من لا يتقيد بأنظمة المرور مخلفاً وراءه رغبة لكل من يرى تصرفاته بأن يمضي فيما مضى ليستطيع الوصول في أقصر مدة من دون أن يكترث بالآخرين، إذ أصبحت المسألة كالعدوى التي تنتقل من سائق لآخر حتى بات ذلك طبيعياً لدى الكثيرين ومشاهداً في الشوارع داخل الأحياء.
وعلى الرغم من المخاطر التي تحدق بنظام السير في المملكة، إلا أن جهود رجال المرور تظل قاصرة أمام تلك الممارسات، حيث تشهد شوارع الرياض على سبيل المثال سيارات تزاحم من اليمين أو تسقط من الشمال أو تتجاوز بشكل غير عقلاني أو تقتحم بشكل مفاجئ من كتف الطريق، ناهيك عن استخدام الضوء العالي الذي يسبب بدوره إزعاجاً للغير، والتسابق للوصول إلى دوار فيه مركبات أخرى لها الأحقية في المرور.
يذكر أن قوائم المخالفات المرورية وعدم اتباع أنظمة وقواعد المرورالخاصة بالمملكة مكونة من 4 جداول، يشمل جدول المخالفات الأول، والذي يتكون من 25 نقطة تخص كل ما يتعلق بالمركبة وقائدها من سير المركبة بدون لوحة خلفية، أو قيادة المركبة من دون رخصة سواقة للسائق، وقيادة المركبة تحت تأثير مسكر، وتجاوز السرعة القصوى.
فيما يشتمل الجدول الثاني على 16 بنداً أولها مخالفة لمن يقوم بإجراء أي تعديل أو إضافة على هيكل المركبة، أوحتى السير بالمركبة التي تحدث تلوث البيئة، أو نقل عدد من الركاب يزيد عن العدد المحدد في رخصة السير، أو نقل الركاب في غير الأماكن غير المرخصة.
ويضم الجدول الثالث 20 نقطة تحدثت عن مخالفة من لا يقدم المركبة للفحص الفني الدوري، وعدم ربط حزام الأمان، أو عدم استخدام مقاعد الأمان المخصصة للأطفال، أوعدم مراعاة قواعد الأفضلية.
ويحتوي الجدول الرابع على 12 نقطة منها رمي أية أجسام خارج المركبات أثناء سيرها، أو التباطؤ في السير على نحو يعرقل الحركة، أوالوقوف في أماكن وقوف ذوي الاحتياجات الخاصة من غير هذه الفئة المسموح لها، أو الانشغال بغير الطريق أثناء قيادة المركبة، أو عدم وجود وثيقة تأمين.