محمد العطوي

لم أستغرب كثيرا عندما رأيت جدول فعاليات ما سمي (مهرجان تبوك الأول للشعر الخليجي) خاليا من أي اسم من تبوك، ذلك لأن القائمين على أمر نادي تبوك الأدبي إما أنهم لا يعنيهم أمر مثقفي تبوك، أو أنهم غير مقتنعين بهم، ليقدموهم إلى الغير لأن تجربتهم أقل من أن تشارك أسماء خليجية مختلفة تمت دعوتها لهذا الغرض! أو أنه يعنيهم أمرهم للدرجة التي فضلوا أن يخدموهم بتقديم هذا (المهرجان) بدون إشراكهم فيه، وكأنهم يقولون لمثقف تبوك: اقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي.
وبالنظر إلى محاور اللقاء نرى اهتماما وتركيزا على منجز الشاعر محمد الثبيتي، في ندوة واحدة، وأستغرب هنا هذا الاهتمام والازدواجية في الطرح، حيث إن هناك ناديا آخر هو نادي الطائف قد خص الشاعر بجائزة كبرى سنوية، وحق له ذلك فهو ابن الطائف.
أما عنوان الندوة الأخرى فقد كان: (دور الإعلام في إبراز المنجز الثقافي) ولا أدري هل هذا الموضوع جدير بعقد ندوة؟ أما زلنا نحتاج لمعرفة هذا الدور في هذا الجانب؟
أتساءل هنا ما هو دور النادي في المنطقة إن لم يخدم المنطقـة؟ ما فائدة أن أجمع شعراء من دول عدة وأعقد لهم أمسيات شعرية، ربما لا يحضرها غيرهم؟ هل أصبحت الملتقيات الشعرية ترفا وعرفا للأندية بصرف النظر عما تقدمه هذه الملتقيات؟
ما فائدة أن أدعو صحفيين وإعلاميين ليتحدثوا عن موضوع مستهلك لم يعد الزمان زمانه؟
إن خلو مشهد كهذا من أبناء تبوك ليعد توسيعا لشرخ كبير موجود بين النادي والمثقف.
من حق أبناء تبوك أن يُلتفت لهم، من حقهم أن يقال لهم شكرا، من حقهم أن يُدعوا، وأن يقدموا تجاربهم في وسط كهذا، من حق من أنجز عملا أن يُقدم وأن يُقرأ وأن ُيقدر.
غدا سيعود الشعراء الخليجيون من تبوك وقد عرف بعضهم البعض، وقد التقوا في تبوك، التي سيعرفون عنها كل شيء من حضارة ونهضة عمرانية وزراعية وخلافها، وسيحملون عنها ذكريات جميلة، إلا أنهم لن يعرفوا شاعرا واحدا أو باحثا واحدا من تبوك.
ماذا سيقولون عنها يا ترى؟ بلدة شاعرة تفتقر للشعراء، بلدة موغلة في الحضارة تفتقر للأدباء والمثقفين والباحثين!
غدا بعد أن يتكبد النادي مصاريف باهظة من ميزانية خصصت في الأصل لأهداف وتطلعات أكبر من إقامة أمسيات شعرية وندوات خاوية، سنحصل على شرف إقامة هذا المهرجان.
هذه مساهمة جديدة من إدارة النادي في صنع غياب متعمد للمشهد الثقافي التبوكي، الذي طالما وجه سمو أمير المنطقة للمؤسسات الثقافية بضرورة إبرازه وتقديمه بصوره المختلفة والذي من أجله وضعت الأندية في المناطق المختلفة.
أطالب وكالة الوزارة للشؤون الثقافية بالوقوف على خلفية مثل هذا المهرجان، ومساءلة القائمين عليه من تعمد إقصاء أبناء المنطقة عنه؟
حتى الكريم الذي أعلن عنه مؤخرا يبدو أنها تمت إضافته ولم يكن ضمن الجدول المعلن عنه في الصحافة!
أما أنا فأتساءل بحق: ألم يدر بخلد أي من الأعضاء العشرة لمجلس إدارة النادي هم هذه الأسئلة أعلاه؟