تصرخ ابنتي الصغيرة في حال تغيير القناة التي تشاهدها وهي تبث أحد مسلسلات أو أفلام الكارتون المدبلج حتى أعيدها لها، وأنا دائما ما ينتابني الخوف والهلع من تلك الأفلام المؤثرة على عقليات ونفسيات أطفالنا في هذا السن المبكر الذي يلتهم صاحبه كل ما يسمعه ويشاهده ولأنني متأكد أن ما يعرض من أفكار عبر هذه المسلسلات يؤثر على أطفالنا سلبا أو إيجابا لذا فإن هذه الأفلام الكرتونية أدوات تثقيف للأطفال وقد يتعلمون منها بعض السلوكيات الخاطئة كبعض المشاهد التي تُعرض فيها قصص حب وغرام ما بين القطط والحيوانات الأخرى حينما تتمايل أمامه وتتكسر تلك القطط بمشيتها وبرموشها الطويلة ترمقه بنظرة خاطفة لترسل عبر تلك الإشارات قيما لا أخلاقية لدى الطفل عبر إيقاعات الإثارة أو عادات سلوكية مرفوضة في مجتمعنا كالسكر والتدخين والسرقة والقتل والاحتيال والكذب وغيرها من الصفات اللاأخلاقية.
أضف إلى ذلك ما تبثه من أفلام العنف وأفلام تؤثر على العقائد وتشتت ذهن الطفل وتدخله في خيالات متصارعة وتزرع الخوف في قلوبهم بعرض بعض الأشباح المخيفة أو أعمال السحر والشعوذة، ورغم أن الطفل ينشأ على الفطرة السوية فإن تلك المشاهد تلطخ فطرته السليمة بتلك الأفكار التي تدس السم في الدسم، فيا حبذا لو استخدمت تلك الأفلام في تثقيف الأطفال وتربيتهم التربية الإسلامية بدلا من هذا الغزو الفكري الذي زارنا في عقر دارنا. لماذا لا نُصّدر نحن فكرنا وأخلاقنا الإسلامية؟ فيجب على الجميع البحث في إيجاد الحلول لتجنب أطفالنا أخطار تلك الأفلام الكرتونية، فالأهل والوالدان مسؤولون عن أطفالهم في اختيار المفيد لهم وتجنبهم بعض الأفلام المغرضة وتعريفهم كيفية التفريق بين الحقيقة والخيال، والإعلام عليه مسؤولية كبيرة في اختيار المفيد خاصة عبر القنوات الموجهة للأطفال وتثقيف المجتمع، وهذا الدور يقوم به الإعلام المقروء والمشاهد وعبر قنوات التواصل المختلفة، ها أنا قد وضعت بعض الرؤى حول هذه الإشكالية وآمل أن تجد أذنا صاغية من الذين يهمهم الأمر وكذلك نقاشا مستفيضا وبناء من الإخوة الإعلاميين.