تبلغ الفترة الزمنية ما بين أذان المغرب وأذان العشاء في المملكة حوالي الساعة والربع، وهي مدة حددها ولي الأمر منذ فترة طويلة، وكان الهدف تعجيل صلاة العشاء، بحيث يستطيع الإنسان النوم بعد أداء فروضه، وتناول عشائه بعد صلاة المغرب، ولكن الظروف المعيشية وأحوال الناس تغيرت في وقتنا الحاضر، وتباعدت المسافات وازدحمت الطرق، وأضحت هذه المدة ضيّقة جداً، بل إنها تبلغ في واقع الأمر أقل من ساعة واحدة، إذا احتسبت بعد الانتهاء من صلاة المغرب، الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان إنجاز أي عمل أو زيارة أي مكان خلالها، ويزداد الأمر صعوبة في الأسواق المركزية والمراكز التجارية، حيث تغلق بعض المتاجر أبوابها قبل الأذان بخمس عشرة دقيقة، بهدف الانتهاء من زبائنها الموجودين داخلها قبل أذان العشاء، مما يجعل الوقت الفعلي 45 دقيقة! وتلك مدة قصيرة لا تكاد تذكر.
وحيث روى الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: وإن أول وقت المغرب حين تغرب الشمس، وإن ‏آخر وقتها حين يغيب الأفق.‏ وإن أول وقت العشاء الآخرة حين يغيب الأفق، وإن آخر وقتها حين ينتصف الليل، فإننا ندعو هيئة كبار العلماء لإعادة دراسة اجتهاد الفترة الزمنية بين الصلاتين، وإطالتها، والاستفادة من تجربة تمديدها الموسمي نصف ساعة خلال شهر رمضان، تسهيلاً للناس، وتحقيقاً لسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بتأخير صلاة العشاء إذا لم توجد مشقة، وأمكنت الصلاة في الجماعة، وهذا متحصل الآن بانتشار المساجد وتوزعها، وإغلاق المتاجر وقت الصلاة، فقد ورد في الحديث: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه رواه الترمذي.