القاهرة: محمد عوض

توقع منتجون أن تواجه الدراما الرمضانية هذا العام، واقعا صعبا يجعلها عاجزة عن المنافسة، نتيجة لتراجع معدلات إنتاج المسلسلات إلى النصف تقريبا، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر حاليا، والتي ألقت بظلالها السلبية على الفن.
وتوقع أكثر المتفائلين أن لا يتجاوز عدد الأعمال التي ستعرض حاجز الـ40 مسلسلا، مقارنة بنحو 82 في العام الماضي.
وأكد الفنان عادل إمام، وجود أزمة إنتاج حقيقية تواجه صناعة الدراما، خاصة في العامين الماضيين، مشيرا إلى أن ذلك سيلقي بظلال قاتمة على واقع الإنتاج الفني المصري، الذي تميز على مدار عقود.
وتوقع إمام ألا تكون المنافسة هذا العام، بالشكل المطلوب، أو على الأقل لن تكون في نفس مستوى العام الماضي، مشيرا إلى أن الظروف المادية الصعبة التي تواجه بعض الفضائيات وأيضا شركات الإنتاج، ستحد من إنجاز أعمال درامية جديدة.
من جهته، أكد عضو نقابة المهن الفنية المصرية الفنان محمد أبو داود، أن تقلص عدد الأعمال التلفزيونية التي ستخوض سباق رمضان هذا العام، لا يتيح فرصة حقيقية للمنافسة، مشيرا إلى أن انخفاض الإنتاج يهدد مستقبل الصناعة. وأوضح أن أغلب المنتجين لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية من الفضائيات، الأمر الذي يعد تهديدا حقيقيا لمستقبل قطاع كبير من العاملين بالصناعة من فنانين وعاملين بالأستوديوهات.
إلى ذلك، قال الناقد السينمائي الدكتور رفيق الصبان: إن المنافسة في سباق الدراما هذا العام ستكون محصورة بين عدد قليل من الأعمال، تأجل تصوير بعضها من رمضان الفائت، ويستأنف تصويرها حاليا، عكس منافسة العام الماضي التي اتسمت بالشراسة، نظرا لإنتاج كم هائل من الأعمال لكبار النجوم. ودعا إلى عرض الأعمال على مدار العام، وعدم التمسك باقتصار عرضها في الشهر الكريم، محذرا من أن تلك السياسة تفتح الباب على مصراعيه لسيطرة دراما أخرى دخيلة على السوق وعلى المشاهدين، ولعل من أبرزها الدراما التركية الأقل ثمنا، والتي انتشرت بشكل غريب ولافت للنظر.
وترى الفنانة فردوس عبدالحميد، أن الكم الهائل من الأعمال المعروضة خلال رمـضان ألحق الضرر بالدراما المصرية، وأفاد نظيرتها التركية، والتي تبث مسلسلاتها الجديدة على مدار العام، واصفة الإصرار على اقتصار عرض الأعمال الدرامية في رمضان، بأنه أمر غير منطقي يخنق هذه الصناعة. ودعت إلى الابتكار في طرح موضوعات جديدة، والابتعاد عن الأنماط التقليدية التي أصابت شريحة كبيرة من الجمهور بالملل.