من حسن الحظ أن الدكتور عبدالله الغذامي قد نزع عنه ثوب النقد الأدبي في فترة مبكرة من نشاطه الذهني

من حسن الحظ أن الدكتور عبدالله الغذامي قد نزع عنه ثوب النقد الأدبي في فترة مبكرة من نشاطه الذهني، واستبدله بثوب فضفاض هو النقد الثقافي، وجعل من الشاشة همّا في أطروحاته، خاصة في كتبه: الفقيه الفضائي، والثقافة التلفزيونية، وأخيرا في كتابة: الليبرالية الجديدة، وقد استعرت عنوان هذا المقال من مقدمته.
أشرك الغذامي الشاشة مع العفريت الذي ناء بتفرده بحمل العالم على كفه لقرون طويلة، قبل أن تشاركه في حمله هذه الشاشات.. يرى الدكتور الغذامي في الشاشات الثلاث: الجوال، النت، التلفزيون، فرصة علمية كبيرة لقراءة المصطلحات والنظريات التي تدير شأن العلاقات البشرية؛ ذلك أنها كشفت الكون كلّه، ما هو عام وما هو خاص، وجعلت كل البيوت من زجاج، ويضرب مثلا بأوروبا التي أصبحت مكشوفة الأسرار من خلال الشاشات، وذلك أن النظريات الفسلفية الكبرى: الحرية، العدالة، المساواة، والتعددية الثقافية، موجودة في بطون الكتب، وتطبيقها موجود على أرض الواقع، وهذه الشاشات تتيحه للتداول والنقد، وتكتشف حيل التنسيق فيه.
تلك الحيل القديمة التي تحمل هذه المعاني الإنسانية السامية، وتقولبها بعد أن تعطيها معنى واحدا، ناسخا ما عداه، كما حدث في قضية منع ارتداء الحجاب في المدارس في فرنسا وأوروبا، التي عدها الدكتور الغذامي رغبة نسقية في تمييز الذات، وكبح الآخر، ومن ثم إلباس هذه العملية القمعية ـ في حقيقتها ـ لبوس التحضر!
أتمنى أن نرى قريبا دراسات للدكتور الغذامي في الإعلام الجديد، وتأثيره على محيطه القريب، خاصة وأنه مغرد ناشط، يضفي شيئا من العقل على جنون تويتر.