حضرت في رمضان معرض الأسر المنتجة الذي نظمته غرفة تجارة جدة، وهو فعالية بسيطة، لكنها كبيرة في أهميتها فتستحق التنويه. بعد أن انتهيت من مشاهدة صور بيوت مدينة جدة القديمة في معرض جمعية المحافظة على التراث العمراني، كان عليّ أن أدلف إلى جناح الأسر في بهو الفندق ففوجئت بعدد كبير من النساء والفتيات وهن يعرضن منتجاتهن. وأول ما شد انتباهي ليس عددهن الضخم، بل الروح التي رأيتها بين أغلب النساء وكأنهن يردن أن يثبتن وجودهن، فتعطي كل واحدة الانطباع بأنها قادرة على إتقان العمل وممارسته بحرفية وإبداع لا أملك حياله إلا وأسأل كيف نستغل هذه الرغبة والطموح النسائي في إيجاد فرص عمل لهن.. وهل نكتفي بدور وزارة العمل أم لا بد أن تشاركها جهات أخرى لتوفير مجالات عمل جديدة؟
صحيح أن وزارة العمل نجحت في فرز أنشطة التسويق الخاصة بالنساء، وأعطتها للمرأة، ونجحت في إصدار اللوائح والقوانين المنظمة لعمل المرأة، لكن يلاحظ أن نجاح هذا الدور مقيد بعدد المجالات الموجودة أمامها لإعادة تهيئتها لظروف المجتمع والمرأة. وبالتالي لا بد من قيام جهات أخرى لتوسيع هذه المجالات بخلق أنشطة ومشاريع جديدة تمكن النساء من العمل المناسب.
بعيداً عن القطاع الخاص، لأن طبيعته وظروفه لا تتناسب مع العمل غير الربحي، فإن أقرب الجهات التي لا بد أن تشارك وزارة العمل في تحمل هذا الدور هي وزارات المالية والتخطيط والتجارة والصناعة. وتتمثل مسؤوليتها في إقامة مشاريع صناعية مناسبة لعمل المرأة. ويدخل في مسؤوليتها أيضاً توفير فرص التمويل وذلك بإنشاء بنك تسليف للمشاريع النسائية، وكذلك إقامة دور خاصة لتسويق منتجات الأسر المنتجة. وبذلك نفتح مجالات جديدة من العمل النسوي مناسبة لظروف المرأة وغير مقتطعة من فرص عمل الرجال.