كشف رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر، لـالوطن، عن وجود تشابه كبير بين شبكة التجسس التي فككتها المملكة وكانت تعمل لصالح إيران، ومثيلتها التي تم الكشف عنها بالكويت في مايو 2012، وفي كليهما استغلت طهران البعد الطائفي للعملاء في الشبكتين لضمان خيانتهم لوطنهم. كما يبدو التشابه جليا، طبقا لابن صقر، في نفس أسلوب تركيبة الشبكتين الإيرانيتين في كل من المملكة والكويت، وذلك عبر الاستعانة بعناصر من مواطني الدولتين، الذين تم تجنيدهم على أسس الولاء الطائفي، بقيادة من عناصر خارجية ترتبط مباشرة بجهاز المخابرات الإيرانية، وسجلت لكلتيهما قيادة مكونة من مواطن لبناني وآخر إيراني. وأعطى ابن صقر، هذه المقاربة بين الشبكتين التجسسيتين، ليخلص إلى نتيجة مفادها أن الممارسات الإيرانية التي لم تتغير تجاه دول الخليج العربية تؤكد أن نظام طهران ما زال يعيش في أوهامه، وأسير أفكاره التخريبية الهدامة التي تهدم جسور التعاون مع دول الجوار. وأضاف بالقول منذ ظهور جمهورية إيران الإسلامية في نهاية سبعينيات القرن الماضي، اكتشف حكام إيران الجدد ممن يلبسون عباءة الدين من آيات الله أنهم وباستثمارات استخبارية متواضعة قادرون على زعزعة أمن واستقرار دول عديدة في المنطقة خاصة الدول العربية. ولفت رئيس مركز الخليج للأبحاث إلى أنه ومنذ ذلك الوقت، قام الإيرانيون بتسخير طاقات واسعة، وتوظيف أوراق متعددة لدعم العمل الاستخباراتي الإيراني في دول الجوار، إذ إنهم يرون أن زعزعة استقرار دول المنطقة لا يتم فقط بالتهديدات العسكرية التقليدية المعروفة التي يمكن التنبؤ بها والتعامل معها، بل يعتمدون بذلك عبر وسائل مخابراتية تتغلل في الدولة بشكل خفي وتنتهك سيادتها، وتضمن تحقيق أهدافها التخريبية. وأوضح ابن صقر أن أجهزة المخابرات الإيرانية دأبت منذ الثمانينيات الميلادية على تكوين خلايا تخريبية في دول الخليج العربي يعهد لها مهمات تنفيذ نشاطات ذات طبيعة إرهابية مثل الخلايا التي اكتشفت في المملكة خلال مواسم الحج، أو التي اكتشفت في المنطقة الشرقية بهدف مهاجمة المنشآت النفطية. وأبان أن النشاط الاستخباراتي الإيراني استهدف دول بعينها، مثل المملكة، البحرين، والكويت، وبلغت تلك التحركات ذروتها في مايو عام 1985، عند محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد حيث تولى حزب الدعوة الإسلامية الذي يحكم بغداد اليوم بدعم من واشنطن وبنفس قياداته التي تتولى السلطة في العراق حاليا تنفيذ محاولة الاغتيال بأوامر ودعم مباشر من جهاز المخابرات الإيرانية. ولم يفصل ابن صقر المخطط الإيراني الذي كان يرمي لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير والذي تم اكتشافه في أكتوبر 2011، عن النهج العدواني في العمل المخابراتي الإيراني، ودليل استمراريته.